Wednesday, December 26, 2012

قصة أخرى: رسالة مسجلة

تجلس أمامه متأملة في تفاصيله، تمسك يده وتتحسس أنامله الناعمة..

"يعني إيه يعني فهمنني!

يعني إيه يفضل فيه وجع في قلبي مش عارفة مصدره،

يعني إيه مبقاش عارفة انا إيه اللي محتاجاه بظبط، حد يحبني ويتنحنح ولا حد عقلاني يعرف يعني إيه مساحة شخصية وبراح، يعني إيه مش لاقية حد فاهم تفاهتي وعقلي في نفس الوقت..

كل واحد اقابله يحسسني أنني الأمل مع إني فاقدة الأمل في نفسي اصلا..

شايفين إزاي حاجة انا مش حساها مش عارفاها ومش فاهماها؟

وبعدين حتى إنت مبقتش تتكلم معايا زي زمان.. بقيت ساكت وبطلت حتى تبصلي.. إنت عجزت ولا إيه؟

فاكر؟ فاكر وإحنا صغيرين ونقعد نلعب ونعمل أكل ونقعد على طرابيزتنا الصغيرة؟

طب فاكر اول مرة شفتك؟ كانت في عيد ميلادي السابع تقريبا.. إنت أحسن حاجة حصلتلي من ساعتها،
هو إنت ما بتردش عليا ليه؟"

ينظر إليها دبدوبها البني بعينيه الواسعتين نظرة بريئة معتادة ليرد بمقولته المسجلة الدائمة "I love you"..

تنظر إليه وتنكمش في أحضانه قائلة "اهو ده اللي إنت فالح فيه.. ماشي وانا كمان بحبك، عالأقل بتسمعني"

Sunday, December 23, 2012

قصة أخرى: ذكريات

قهوتك مُرة جدا.. بس بنسى مرارتها مع اول رشفة من الفنجان مطرح شفايفك..

بشرب في نفس كوبايتك وباكل في نفس طبقك، فاكر بيجامتك الشتوي الصوف؟ مش لاقية غيرها يدفيني في ليل بُعدك.

قريت بقية كتبك اللي ملحقتش تقراها، خلصتها كلها ولسة هجيب باقي الكتب اللي في الليستة بتاعتك، هحبهم كلهم انا متأكدة.

بفطر وبتغدى وبتعشى بس ما بتخنش عشان عارفاك بتحبني حلوة، سجايري يدوب على اد مزاجك ومزاج كتاباتي.. بشرب الاحمر ليك والابيض ليا.

مش بنسى هدية عيد ميلادك، ولا هدية عيد ميلادي، بفاجئني بالهدايا اللي لو موجود كنت هتجبهالي.

عجبتك صوري الجديدة؟

أسفة إني مدخلتش دماغك وعرفت افكارك زي ما بقراها دلوقتي كل يوم..

أسفة على كل يوم إتشغلت عنك او ما ردتش عليك وانا عارفة ان كان ممكن مكالمة منك تضيف لذكرياتي حاجات حلوة كتير.

ما بنامش كتير زيك وبقيت بهدّي نور الشقة عشان عينيك اللي مبحلقة فيا في كل مكان بتحرك فيه.

أنا ما تجنتش زي ما بيقولوا، هما اللي مجانين عشان فاكرينك مُت.

إستناني انا جاية ولابسة احلى حاجة عندي وشعري زي ما بتحبه بالظبط.

بحبك.

Saturday, December 22, 2012

قصة قصيرة

"مش هنتجوز؟"

"مش هتستحملني، أكلي بعمله مالح"

"عادي.. هشرب مية كتير، انا اصلا الدكتور قايلي اشرب مية كتير"


"مش هنتجوز؟"

"مش هتستحملني، انا مجنونة.. بزهق من كل الناس ومن اقل الحاجات، مبحبش الروتين، مزاجي بيتغير مليون مرة في الثانية"

"ومين فينا عاقل؟ وبعدين إزاي تزهقي مني؟"

"عادي! بزهق! مش منك بس عامة بزهق! بحبك بس انا عارفة نفسي هزهق منك شوية"

"خلاص.. لما تزهقي إبقي إلبسي وإنزلي إتمشي شوية، إكتبي واخرجي بس إرجعي تاني"



"مش هنتجوز؟"

"الجواز فكرة مريبة بالنسبالي! بحسه قفص بيحبسني.. هشيل مسئوليتك وانا يادوب عارفة اشيل مسئولية نفسي"

"مش هنبقى تقليديين.. هنخرج ونتفسح ونسافر ونشوف الدنيا وعلطول هتفضلي حرة زي العصفورة"

"عمري ما هبقى حرة وانا مع حد.. مش عارفة، مش عايزة ابقى وحيدة برضه..عندي مشاكل نفسية!"



"مش هنتجوز؟"

"لأ"




Thursday, December 13, 2012

مباراة الأحلام


 "طلع السعيد ونزل تريكة"
كانت تلك الجملة هي كل ما يتردد على لساني من اول دقيقتين وانا جالسة في احد القهاوي في المهندسين –جنب شغلي اللي مزوغة منه ساعتين الماتش- وانا اشاهد مباراة النادي الأهلي ضد الفريق البرازيلي الصعب الإسم وإصراري على تسميته "البن البرازيلي" .. خط وسط الأهلي متدهور بعد إصابة الكابيتانو حسام غالي بقطع في الرباط الصليبي في المباراة الاولى من كأس العالم للأندية ضد نادي هيروشيما.

ولم اكتف بترديد تلك الجملة بل كتبتها مرارا على تويتر، ظللت ارددها أملة ان معجزة ما ستحدث في وقت ما وصوتي سيعبر القارات والبلاد و"يطس" في اذن الكابتن حسام البدري.

مال علي صديقي الغير مهتم بالماتش قائلا "هدّي اعصابك.. هو في التلفزيون مش هيسمعك"

نظرت له نظرة مزدرية للأديان.. لم اردد تلك الجملة "زي الهبلة" اكيد عشان حسام البدري يسمعني!

كان ذلك هو التغيير المنطقي في سير المباراة خاصة مع إختفاء عبد الله السعيد من الملعب وعدم تركيزه.. السيد حمدي بينزل هو يجيب الكورة من خط النص يا جدعان هو فيه كده؟ لازم لعيب "اسطى" على رأي الكابتن فاروق جعفر في نص الملعب عشان يخدم ويدي باصات حلوة لخط الهجوم.

"إنتهاء الوقت الإضافي الذي احتسبه الحكم وإنطلاق صافرة إنتهاء الشوط الأول من المباراة"

اعشق كرة القدم..

كان حلمي دائما ان تكون تقام مباراة لا نهائية من الدقائق.. يا لحد ما اللعيبة يموتوا، يا يطلعوا ياخدوا "لايف" من برة زي سوبر ماريو ويرجعوا يكملوا تاني.. وانا استمتع بها مع كوب من الشاي.

نظرت لصديقي نظرة اخرى من نوع السب والقذف وهو يستفسر عن اللاصقة الموجودة على رقبة وليد سليمان.. "هو ده ستايل ولا تاتو ولا إيه؟"

على الرغم من مرور الأيام والشهور والاحداث والعديد من الإحباطات من أهلي وبعض الاصدقاء إني مصرة ادخل في شارع سد، إلا ان حلمي الاكبر في إثبات جدارتي إني بفهم كورة وإني عايزة ادرب كورة لم يتوقف لحظة..

"الدقيقة 55 من زمن المباراة.. التغيير الاول للنادي الأهلي بنزول ابو تريكة بدلا من عبد الله السعيد"

أنا صح! أنا صح!

لم تتوقف الضحكات والإمتعاضات منذ تفكيري في الحصول على رخصة تدريب كرة القدم، كل ما سمعته من أمي كان "طب ما تشتغلي مذيعة في برنامج رياضي احسن بدل التدريب والقرف ده"، وكل ما سمعته من اصدقائي كانت "هاهاهاهاهاهاهااا" لا تنتهي.

اتذكر محادثتي مع صديق عزيز لطالما ساندني وانا اعبر له عن رغبتي في التدريب..

-          انا قفلت على فكرة من التدريب من اول ما تخيلت نفسي بدرب أسمنت اسيوط
-          إيه المشكلة؟ ماله اسمنت اسيوط.. دي البداية بس
"الدقيقة 65 من المباراة.. تغيير إضطراري للنادي الأهلي بخروج حارس المرمى شريف إكرامي بعد إصابته بتمزق في العضلة الخلفية ونزول الحارس الثاني ابو السعود"

التغيير الإضطراري هو اكثر ما اكرهه في كرة القدم.. فأنا لا احب ان تفرض عليّ الظروف قرارا ما، بالتغيير الإضطراري لن يكون للأهلي غير فرصة واحدة فقط في فرض سيطرته على وسط الملعب او الهجوم في ظل احتياجه الشديد لهدف يمنحه قبلة الحياة لوقت إضافي وضربات جزاء إذا تطور الأمر.

الإضطرار هو كل ما يقلقني من احلامي.. إضطراري ان اتخلى يوما ما عن ما احبه واريده بسبب الظروف.. هو المجتمع مش ظروف؟ إضطراري ان ارضخ في النهاية لسنّة المجتمع التي تفرض اختيارات محدودة تناسب حجم العقول الموجودة من حولي.

"الدقيقة 80 من زمن المباراة.. نزول عماد متعب بدلا من محمد ناجي جدو"

ضغط المارد الأحمر الأن كثيف جدا.. لم ار ابو السعود، فالأهلي يهاجم بضراوة محاولا إختراق دفاعات "البن البرازيلي"..

ضغط نفسي إجباري كل فترة يصحو فيها حلمي في التدريب..

اتخيل نفسي وانا مكان حسام البدري في تلك المباراة، أظن اطرف التعليقات ستكون "ادي اخرة اللي يمشي ورا ست.." وتظهر الفتاوى محلقة في التوك شوز عن حكم ولاية المرأة على رجال..

"الدقيقة 90 من زمن المباراة.. وخمس دقائق وقت إضافي"

الأهلي دايما بيجيب جون في اخر دقيقة.. ابو تريكة بركة وهيعملها.. الأهلي مصر على الهجوم الشرس على مرمى الفريق البرازيلي..
مثل الأهلي اجدني ازداد إصرارا على تحقيق حلمي.. إن لم يكن اليوم فغدا دائما يوما افضل.

"إنطلاق صافرة الحكم بإنتهاء المباراة"

لم يفز الأهلي.. وفاز المجتمع في إحباطي.

Saturday, December 8, 2012

حاجة

من إمبارح بفكر في حاجة اكتبها..

ما انا ممكن اكتب اي حاجة، بس لأ.. انا عايزة اكتب حاجة معينة

حاجة كده تخلّي اي حد يقراها يبتسم.. الإبتسامة دي بتخليني اعرف إني نجحت في اللي بعمله..

حاجة تخلي حد يفكر، يتأثر، يغير..

حاجة متبقاش مجرد سطور بتتقري على اد ما تبقى كل كلمة بتدخل جوة اللي بيقراها وتلخبطه..

حاجة تودي اللي يقراها عالم تاني كده ميفوقش منه غير على اخر حرف من اخر كلمة.

اكتر حاجة بتفرحني في الدنيا لما الاقي اي حاجة كتبتها اثرت في حد.. هحكيلكم حكاية طيب ؛

من كذا شهر.. لقيت بنت وولد بعتنلي منشن على تويتر..

كان نص الكلام كالاتي: ميرنا هاي! إنتي متعرفيناش، بس إحنا نعرفك وحبينا نقولك إن انا و*اسم الولد* حبينا بعض بسبب تدوينة كتبتيها.. لو إتجوزنا اوعدك هنسمّي بنتنا على إسمك.

ومن كام يوم.. لقيت البنت دي بعتالي تاني على تويتر وافاتارها كانت لابسة فيه فستان فرح؛ قالتلي : ميرنا إنتي ممكن متكونيش فاكراني! إحنا الاتنين المجانين اللي قولنالك ان بسببك حبينا بعض، المهم انا كنت عايزة اقولك إننا إتجوزنا فعلا.. وما أظنش هننسى إسمك..

فرحت كإني عيلة صغيرة! ومكنتش متخيلة إزاي انا بكام تكة على كام زرار عاللابتوب قدروا يغيروا حاجة في حد او يأثروا في حد يخليه ياخد قرار مصيري زي الجواز..

ومن ساعتها عاهدت نفسي إني على اد ما اقدر اخد بالي من اللي بكتبه واحاول على اد ما اقدر اكتب حاجة تأثر وتغير في اللي بيقراها حتى لو كانت بسمة حتى لو كانت ضحكة تغير مزاجه..

وبس كده.. كنت عايزة اكتب وكتبت وحكيت...