Wednesday, July 31, 2013

فانتازيا (حوارات حقيقية)

الحوار الاول
هو: انا برضه كنت بربى الكتاكيت الصغيرة دى الملونة.. كانت بتتباع بربع جنيه الواحد قدام المدرسة

أنا: ايوة ايوة! انا كمان كنت بخلى تيتا تجيبلى كتاكيت واربيهم وكانوا ملونين برضه.. بس عارف كنت فعلا بكره فترة مراهقة الفراخ!

هو: نعم؟ فترة إيه؟

انا (بإستغراب): فترة مراهقة الفراخ.. إيه فى إيه!

هو(يضحك بصوت عالى) : لأ ما انا سمعت.. إيه لموؤاخذه فترة مراهقة الفراخ دى!

انا: ممم هقولك، اللى هى بيبقى الديك او الفرخة مش مستوعبين ومش عارفين المفروض يتصرفوا على اساس انهم كبروا ولا لسة كتاكيت.. زينا يعنى!

يصر على الضحك عاليا فأنظر له بغيظ

هو: والله ما هضحك تانى خلاص كملى..

انا (بنفاذ صبر): يعنى مبيبقوش شكلهم حلو زى الكتاكيت ولا هما كبار وشكلهم لطيف زى الفراخ، بيبقى حجمهم متوسط وصوتهم مستفز وريشهم قليل ولو ديك بيبقى عرفه مش عارف يطلع ولا ينزل ولا  يعمل إيه..
لم اسلم من ضحكاته المستمرة على فترة مراهقة الفراخ.. وكتمت انا غيظى بسبب عدم فهمه لقصدى.. يعنى إيه مايعرفش ان الفراخ بيمروا بمرحلة مراهقة زينا!

الحوار الثانى:
هو: بحب العيد برضه عشان الدبح، كنت بحب ادبح اوى وانا صغير

انا: انا بحب الخرفان برضه.. بتتدبح او بتتكلم مش فارقة، كائنات لطيفة، مشكلتى معاهم بس لما الجزار بيشده والخروف يقعد يفرمل فى الارض كده عشان مش عايز يروح معاه.

هو: ايوه ماهو هيروح ليه عشان يتدبح؟

انا: ماهو اكيد باباه او مامته قالوله يعنى..

هو: نعم؟

انا: يعنى اكيد هو عارف انه فلكلور فى حياتهم، اكيد حكوله انه فى وقت معين من السنة ناس منهم بتروح تتدبح..

هو(يضحك بصوت عالى للمرة الثانية): فلكلور؟ وبيقولوله؟

انا: ايوة اومال فاكر المأمأة دى إيه ما اكيد بياخدوا ويدوا فى الكلام مع بعض!

هو: لأ تمام.. إنتى ماشاء الله تمام فعلا

الحوار الثالث:
هو: المشكلة انى مابحلمش او تقريبا بحلم ولما بصحى بنساهم، مفتكرش انى حلمت بحاجة من قريب مثلا..

انا: فعلا؟ قصتك حزينة اوى.. انا لازم احلم، واحلامى كلها غريبة

هو: إزاى.. او زى إيه مثلا؟

انا: حلمت مثلا مرة انى قاعدة انا وميكى ماوس على جبل كده ومدلدلين رجلينا وبنشرب سيجارة وبشتكيله من اللى مضايقنى وهو كمان قعد يشتكيلى كتير..

هو (يضحك للمرة الثالثة بصوت عالى جدا): فعلا! مدلدلين رجليكم وبيشتكيلك؟ بحاول اتخيل إيه هموم ميكى ماوس الحقيقة بس مش قادر اتخيل.

انا (بغيظ): على فكرة اى حد عنده هموم!

هو: بس اكيد مش ميكى ماوس!

الحوارات الثلاثة السابقة قد تراها حوارات طفولية بحتة، او مثلا شخص عاقل يتحدث مع طفلة ذات تسع سنوات او يمكن اقل، دى حوارات حقيقة.. وده جزء من قناعاتى الغريبة اللى بتخيلها، يعنى مثلا محكتش قناعاتى ان اكيد الحيوانات عندهم قهوة بيقعدوا عليها زينا او مثلا الفراشة اللى بتعيش 24 ساعة بس دى بتلحق تخرج إمتى وفين ولا تعمل إيه فى حياتها؟ إلا إذا كانت فترة حياتها بتختلف من فترة حياتنا يعنى الـ24 ساعة بتوعها بيعدوا عليها كإنهم سنة على سبيل المثال..

كل ما حولنا من احداث تصيبنا بالملل، روتين الحياة وظروف العمل الغالبة على المجتمع المصرى تكبّل كل ما هو متعلق بالإبداع والتفكير والتجديد..

التفكير عادة خارج المسلمات التى نعيش من حولها ولا ننتبه لنا قد يجدد فرص تشغيل مخك بصورة غير اعتيادية عن الشغل اللى ممكن تكون إنت مش مبسوط بيه او بدأت تمل منه او بقى مجرد فريضة يومية عليك وخلاص..

حتى التخيل فى الأحلام الغير طبيعية والغريبة ده شئ مفيد جدا، يعنى مثلا فيلم فرانكشتاين كان كله عبارة عن حلم! واحدة حلمت بفكرة الفيلم بقى قصة وكسر الدنيا! ستيفن كينج الكاتب المشهور، معظم افكار كتبه قال فى حوار صحفى إنها بتجيله فى هيئة احلام..

كان فيه كاتب و مخرج اجنبى مشهور لا اتذكر اسمه حاليا، اكد انك لما تتخيل حاجة غريبة او تحلم اى حلم اكتبه فى ورقة على طول لإن ده بيبقى غالبا فيما بعد نواة لفكرة او لمنتج او لفيلم او حتى لإعلان..

تخيلوا وإحلموا بعيدا عن اللغط والروتين والملل المحيط بنا حاليا..

"اى شئ تستطيع تخيله يمكن ان يكون حقيقة" – الرسام بابلو بيكاسو

Tuesday, July 23, 2013

لا تراجع ولا زحام (العملية فى العربية)

كنت لا بيا ولا عليا فى عربيتى فى تكيفى والدنيا صيام وواقفة فى زحمة نزلة ميت عقبة المتجهة إلى مقر عملى بالمجلة فى ميدان لبنان، المهم عديت الزحمة الحمد لله ولفيت اليوتيرن ودخلت الشارع الضيق اللى فى وش H&M. الشارع مبياخدش اكتر من عربية واحدة والطريق واقف وانا عادى مش ممتعضة لسة فاضل نص ساعة على موعد وصولى للمجلة.

بمسك الموبايل عشان اكلم اى حد ارغى معاه لحد ما الطريق يمشى، لقيت حد بيخبط على الشباك، ببص لقيته ظابط، رخصتى فى جيبى والعربية زى الفل اللى هيقولى حاجة هغزه فى الزحمة والصيام وقلة الكافيين اللى انا بعانى منها دى،

أنا: نعم؟
الظابط: اسف على إزعاجك.. انا هتكلم وياريت ماتديش اى رد فعل على كلامى
أنا: يعنى إيه؟
الظابط: العربية اللى ورا حضرتك جالنا تعليمات ان فيها سلاح وإحنا بنحاول نقبض عليها، ياريت لو حضرتك تفضلى واقفة فى الشارع بالعربية ماتمشيش وتعطلى الطريق على اد ما تقدرى

أنا: يييليييييهوى! سلاح!
الظابط: انا بقولك ياريت مايبقاش فيه اى رد فعل بتصوتى ليه دلوقتى؟
انا: لأ صح عادى عربية ورايا فيها سلاح وعادى يعنى
الظابط: عامة هاتى الرخصة هعمل كإنى بشوفها وانتى اتصرفى بس ماتمشيش بالعربية

مسك الرخص كإنه بيشوفها فعلا وراح مديهالى تانى وراح متجه على العربية اللى ورايا اللى المفروض فيها سلاح. انا بقى حسيت ان النحس ساب البلد باللى فيها كله وجالى انا وعجباه القعدة اوى.. يعنى قبل رمضان بيوم احداث حرس جمهورى وغاز فى الشقة وخرطوش وحى بيتنططوا قدامى وإنهاردة ظابط ييجى يقولى ساعدينا فى القبض على مجرم هارب.. كل اللى حسيت بيه بعد ما الظابط مشى انى عايزة اترمى فى حضن أمى واخليها تكبرلى فى ودنى شوية. اه الله!

موسيقى رأفت الهجان فى الخلفية ومشهد نادية الجندى وهى بتتعذب وبيطفوا السيجارة فى إيدها مكانش مفارق خيالى..

المهم، اعمل إيه اعمل إيه، بخبرتى العميقة طبعا فى الحاجات اللى زى دى، كان الشارع قدامى بقى فاضى والعربيات مشت وانا فعلا اللى موقفة الشارع، نزلت من العربية وقعدت اعمل ما يسمى فى العمليات اللى زى دى –زى ما انتوا عارفين طبعا- فحص الكاوتش التمويهى، نزلت وقعدت الف حوالين العربية واتفحص كاوتشاية كاوتشاية، اه والله مسبتش فردة غير لما اطمنت انها منفوخة.. يا عم إنجز ابوس إيدك! الفكرة بقى لما مديرى يكلمنى يقولى انتى فين هقوله إيه؟ بخرم العسلية زى الاستاذ نبيل الحلفاوى؟

المهم انى خلصت فحص الكاوتش والظابط مازال فى مشاورات ومحاورات مع سائق السيارة المحملة بالسلاح، كان ممكن انزل زى اسطى بلية تحت العربية بس قلت اسيب الحركة دى للعملية الجاية عشان ماحرقش كل كروتى كده مرة واحدة.. اه اومال إيه!

 دخلت عربيتى وفضلت قاعدة طبعا الناس فى الشارع معديين من جنبى بيضربوا كف بكف اللى هو ماتمشى يا حبيبتى خلاص الطريق شغال. بس هما مايعرفوش المهمة الوطنية اللى انا فيها.

فى المراية بقى لقيت الظابط نجح اخيرا انه يقنع سائق السيارة المحملة بالاسلحة انه ينزل ويفتحله شنطة العربية وفعلا لقيتهم بينزلوا حاجات من شنطة العربية بس معرفتش اشوف ولا احدد إذا كان سلاح فعلا ولا لأ.

اخيرا، لقيت الظابط بيشاورلى بيقولى إتفضلى يا انسة..
انا مصحتش من النوم والله ولا حاجة، ده حصل بجد ولحد دلوقتى مش قادرة افهم الظروف ولا الملابسات، كل اللى انا حسّاه ان ابراهيم نصر كان هيطلع فى اى وقت ويقولى بُصى فوق الكاميرا فى الشجرة نذيع ولا مانذعش..

اخر حاجة.. الفلوس معايا والسلاح كمان معايا، وإنزل يابنى بموسيقى يا حبيبتى يا مصر.

Friday, July 12, 2013

تعاطف مين يا باشا؟ أنا حياتى بلا تعاطف

ملحوظة: كتبت هذا المقال قبل احداث الحرس الجمهورى وقبل إعتصام الإخوان فى صلاح سالم تحت بيتنا.

استيقظت من النوم يوم الجمعة على صراخ فى ميكروفون الجامع الكائن على ناصية شارع يوسف عباس من ناحية صلاح سالم، وأنا لتعاسة حظى اسكن فى عمارات العبور.. دخلت إلى الشرفة لأرى ما يحدث، فوجدت مجموعة من الناس تهتف واستقرت امام المسجد فى شارع صلاح سالم "يسقط يسقط حكم العسكر" اعتراضا على تدخل السيسى وتعيينه السيد عدلى منصور رئيسا مؤقتا للجمهورية، وعلى جانب اخر.. على مواقع التواصل الإجتماعى وجدت اكثر من متضامن مع الإخوان المسلمين وان واجبا علينا إحتوائهم والتضامن معهم وعدم إقصائهم ومطالبين الجيش والشرطة بعدم التعامل بعنف معهم وعيب يا جيش وكله بالحب.. ثانية واحدة، تعالالى بس هنا؛ ماتيجى نقعد قعدة حلوة مع بعضينا وتحضّر كبايتين شاى يا عزيزى المتضامن والمتعاطف و نسترجع ذكريات جميلة مع بعض؟

فى اشتباكات محمد محمود الثانية، قام السيد سيف رشاد مشكورا فى مجلس الشعب بالتعليق على ان هناك تناقض بين تقرير اللجنة التى ذهبت لتتقصى حقائق الإشتباكات وبين بيان وزارة الداخلية التى اكدت على عدم استعمالها العنق ضد الثوار *وهو عكس ما حدث تماما*.. فرد عليه السيد سعد الكتاتنى ضاحكا "شكرا يا استاذ سيف وانا سأعوضك وياريت تقبل منى بونبونى ماركة هولز.. هاهاها"..

فاكر؟ تعالى بس رايح فين؟

عندما سمعت هتافات "يسقط حكم العسكر" من الإخوان المسلمين، لم تسعفنى الذاكرة إلا تذكر موقفهم من الذكرى الاولى للثورة التى نزل فيها الثوار ينددون بالمحاكمات العسكرية وحكم المجلس العسكرى الذى راح ضحيته الكثيرون، فإذا بالإخوان المسلمون ينزلون الميدان يحتفلون ويهتفون "يا مشير إنت الأمير" ثم قاموا برفع صوت القرآن الكريم "ملغوشين" على هتافات الثوار وقتها فى الميدان.. ليس هذا فحسب

أالآن ينادى الإخوان المسلمون بظلم العسكر؟ فعلا؟ طب خُد يا عم المتعاطف والمتضامن دى كمان؛ قام الشيخ المبجل محمد حسان بالدعاء للمجلس العسكرى على جبل عرفات قائلا "والله وها أنا اقولها على عرفات، لو وقع جيشنا فى الفتنة لأصبحت مصر بركة دماء، فلماذا يريد الآن هؤلاء ان يخونوا الجيش؟ وان يتهموا الجيش بالخيانة؟ لتتحول بلدنا إلى فوضى لا يعلم خطرها إلا الله.. والله اقسم بالله على صعيد عرفات.. لو كسروا الجيش كما كسروا الشرطة لن يأمن احد فى مصر على نفسه فى حجرة نومه".. الله يا شيخ، ده انا اكاد ابكى من فرط الحزن الحقيقة..

لسة متضامن برضه؟ طب ألُقُف دى..

"وإنت لما تقابل ربنا هتقوله إيه؟ كنت فى ماتش كورة ومُت؟ استغفر الله العظيم يارب.. هى العيال دى بتجيب فلوس التذاكر منين" الشيخ الجليل خالد عبد الله معلقا على شهداء مذبحة بورسعيد من جمهور الأهلى..

اما بقى فعند سماعى لهتافات "بالروح بالدم نفديك يا إسلام" لم اجد احسن من هذه الذكريات اللطيفة تقفز إلى ذهنى..

"لا يا روح أمك.. أنا مع الله" الشيخ الثائر عبد الله بدر تعليقا منه على خروج الجموع المعترضة على الإعلان الدستورى الذى اعلنه الرئيس المعزول محمد مرسى، مشددا على ان تلك المظاهرات عبارة عن "شااات عيال سفلة وجرابيع"..

اى تعاطف واى تضامن؟ أمع الشيخ الذى وقف أمام مدينة الإنتاج الإعلامى وقت حصارها من حازم صلاح ابو إسماعيل وانصاره وقال "دم اى اعلامى عندى حلال.. أنا وهبت نفسى لله يا ولود العر*"؟

اى تعاطف واى تضامن؟ أمع اتباع حسين يعقوب الذى جلس امامهم بعد إنتخابات مجلس الشعب والتى فاز فيها الإخوان بالأعلبية البرلمانية قائلا "وقالت الصناديق للدين نعم.. اللى مش عاجبه يروح كندا.. يروح أمريكا.. ولا إيه؟" العب باليه يا شيخ..

اى تعاطف واى تضامن مع من قام بإهداء المجلس العسكرى قلادات النيل؟ اى تعاطف واى تضامن مع من خوّننا؟ مع من خاض فى عرض بناتنا الثائرات؟ مع من كفّرنا؟ مع من قتل الشهيد حسينى ابو ضيف؟

وعلى الرغم من كل ما سردته فى مقالى.. إلا اننى لم اذكر حتى نصف ما فعله وارتكبه المتأسلمين خلال سنتين من وجودهم فى مجلس الشعب او الرئاسة..

لا يختلف الإخوان عندى الآن عن الداخلية التى سحلت حمادة عند الإتحادية.. ولا عن عسكرى الجيش الذى عرّى ست البنات.. الإعتداء واحد.

لن اتعاطف واتضامن مع من لو جائته الفرصة لقتلنى وسحلنى..

لن اتعاطف واتضامن مع من تلوّن ونافق بإسم الدين من اجل سلطة او كرسى..