الاسبوع الماضى او
قبل ذلك بقليل كان لخبر بابا الفاتيكان وحواره الذى نقلته جريدة الإندبندنت إهتمام
على الاقل من جانبى انا، فلم تكن تصريحات بابا الفاتيكان المرة دى عادية بل اثارت
جدلا وضجة على صعيد الاوساط المسيحية فى الفاتيكان من رهبان وباباوات..
فقد صرح بابا
الفاتيكان فرانسيس ان الملحدين ايضا يمكنهم دخول الجنة، واوضح البابا قائلا ان
الملحدين واللادينيين شعائرهم ودستورهم فى الحياة هو إتباع ضمائرهم وإتباع الاخلاق
الحميدة ومن يتبع منهم الفضائل المتعارف عليها بين البشر من الممكن جدا ان يدخل
الجنة.. لأن رحمة الرب لا حدود لها وأن حتى هو شخصيا لا يستطيع القول او الجزم بأن
الملحدين سيكون مثواهم النار.. لأن حسابات الله لا ترتقى لحساباتنا واهوائنا
اشخصية وغيرتنا الدينية سواء مسيحيين او من اى دينا اخر، فيمكن ان يكون سبيل
الملحد فى دخول الجنة هو طاعة ضميره الحى..
لو لغيت للحظة
غيرتك الدينية فعلا، وبصيت للتصريحات دى بشكل حضارى وبدون اى تشويش من اى افكار
متأكدة انها نطت فى دماغك وانت بتقرا الموضوع ده، هتلاقى ان ما قاله البابا هو ما
يجب علينا جميعا فعله.. سواء انت مسلم او مسيحى، يعنى يعتبر من اكبر قامات الدين
المسيحى منع عن نفسه شأن توزيع صكوك الجنة والنار.. مش حتى بقى لو مش من دينه، ده
حتى لو مش مؤمن بوجود إله اصلا.. ماقالوش انت كافر، ماقالوش توب يابنى وارضى ربنا
وبوس إيد أمك.. قال له انت ممكن تدخل الجنة.. مين يعرف؟ رحمة ربنا اكبر منى انا
شخصيا!
لما تيجى تشوف ان
التطور الطبيعى للحاجة الساقعة فى الشأن المسيحى ده من ايام الكنيسة السلطوية فى
عصور الظلام وتشوف تصريحات بابا الفاتيكان المتفتحة هتعرف ان فيه أمل ان اى حاجة
تتغير فى يوم من الأيام.. بس مش هتتغير هنا فى مصر أكيد، او لو فى يوم من الأيام
هتتغير إحتمال كبير أنا وإنت وولادنا مانشوفهاش.. شوط كبير اوى لازم نقطعه عشان
اصلًا تبطل تضطهد مسحيينك فى بلدك المسلم.. ويبطل المسلم يكفّر المسلم اللى مش
مسلم على مزاجه.. إحنا فى بلد بنكره بعض بالفطرة!
ولما تشوف
التعليقات على الخبر اللى انتشر على كذا موقع إخبارى وتقرا التعليقات.. يا دين النبى!
مش ممكن! يعنى مثلًا؛
مستخدم 1: ده عشم
إبليس فى الجنة يا بابا الكفاتس!!
مستخدم 2: رأيك
إيه بقى يا عم البابا فى قضايا التحرش بالأطفال عندكم؟ ولا دى معندكش فيها ضمير
حى؟
مستخدم 3: اللى مش
مؤمن بيسوع يبقى مش من حقه يدخل الجنة اصلا يا ابونا! إخس على دى ايام إحنا فيها
*تقريبا والله اعلم مستخدم مسيحى ساخط على البابا*
كله النور قاطع
عنده وبيلوّش فى التانى.. محدش فيهم فكر لمرة فى حياته ان هو مين عشان يبقى عارف
حسابات ربنا بالورقة والقلم؟ يعنى هما اللى قبلنا كانوا مصدقين فى المعجزات؟ واهى
حصلت ايام الانبياء! محدش يعرف إيه اللى ممكن يحصل.. ربنا خلقك فى بيت مسيحى،
وطلعت مسيحى.. خلقك فى بيت مسلم وطلعت مسلم.. على عيننا وراسنا وكل واحد يجب عليه
ان يفخر بدينه واختياره الحر.. لكن ربك برضه اللى خلق الشخص الملحد اللى عايز
تموته وتمحيه من على وجه الارض.. سؤال؛ الله سبحانه وتعالى مش قادر يمحيه هو فى
ثانية؟ قادر طبعا!
يعنى واحد زى
البرت اينشتاين ده.. معروف انه كان ملحد.. شوف عمل إيه للبشرية وفادها إزاى،
وحضرتك مش عايز تروح الشغل كل يوم وبتخلص شغلك بسرعة عشان عايز تلعب بلاى ستيشان،
وبعدين تقعد وتتمطع اوى وتقول ده ملحد ده اكيد داخل النار.. إنت مين اصلًا؟ ما
تخليك فى حالك وحاول إنت يا مؤمن تعمل ربع اللى عمله وبعدين نقعد نتكلم بقى مين
رايح فين فى الاخر!
كلامى
قد لا يكون منطقيا او مقنعا بالنسبة للكثيرين.. لكن الأكيد والمنطقى والذى لا غبار
عليه ان رحمة الله تشمل خلقه جميعًا.. بغض النظر عن الدين والجنس واللون
والتفكير..