Wednesday, March 12, 2014

بهاء سلطان: ألبوماته وشاربه وغموضه

من المنتظر الآن ألبوم المطرب بهاء سلطان الجديد الذى حمل عنوان غريب وبالنسبة لى يليق بشخصية غريبة مثله "سيجارة".. مررت من على كوبرى أكتوبر وقد ظهر البوستر الكبير جدا لإعلان الألبوم.. يتوسطه بهاء سلطان مرتديا جاكيت أحمر يشعرك نوعا ما بأنه يصرخ "أنا بعرف أبقى فاشونيستا برضه يا كلاب!".. يقف بهاء سلطان فى البوستر مبتسما ويبدو عليه آثار الجيم وفقدان الوزن ويتوّجه شاربه الذى لم وغالبا لن يتخلى عنه أبدًا..
"أسيبك.. أسيبك ليه؟ أسيب روحى.. أسيب أملى.. أنا من غيرك يا حبيبى ببقى مش أنا" من شريط بهاء سلطان الجديد إنتاج عام 2014. كلمات نصر محروس.

بهاء سلطان من المطربين الذين يُعتبرون حالة فريدة وغير مفهومة، فهو ليس مودرن مثل عمرو دياب وتامر حسنى وليس شعبيا لدرجة مقارنته بنفس لون غناء عدوية وعبد الباسط، نجح جدًا وفى نفس الوقت لم ينجح!  يقف أيضا وحيدا فى منطقة ما استطاع ان يجعلها منطقة "بهاء سلطان". وبالطبع كما نعلم جميعا ان انطلاقته من أغنية "إحلف" الشهيرة التى نزلت فى البوم فرى ميكس المتضمن اغانى لمطربين كتير منهم تامر وشيرين مثلا، بالضبط عام 1998.. استطاع بهاء سلطان فى تلك الفترة فرض نفسه على ساحة الغناء.. ثم الأغنية الأشهر التى تلت "إحلف" بعام واحد فقط.. أغنية "يا ترى" تم تصويرها فى الصحراء وظهر بهاء سلطان فى الفيديو كليب مرتديا بدلة بيج لم يعلم أحدا حتى الآن ليه البدلة كانت مكرمشة فى الأغنية لكن تلك المسألة بالتأكيد لن نقف عندها.. ظهر بهاء سلطان بشاربه وكان شخصا غريبا.. ببدلة مكرمشة وشنب وصندل جلد! ولكنه رغم كل هذا استطاع أيضا ان ينجح بتلك الأغنية وانتشرت بسرعة غريبة فى السيارات الفارهة وأيضا التاكسيات..
"إحلف.. إن انت اتعلمت الحب وأول مرة يدق القلب على إيدى أنا.. إحلف.. إن إنت لا حبيت ولا شفت ولا قابلت فى مرة ولا عرفت يا حبيبى إلا أنا". من ألبوم ياللى ماشى. كلمات مصطفى كامل.

·        بعض الإحصائيات أكدت ان البوم بهاء سلطان الأول "ياللى ماشى" استطاع ان تتجاوز مبيعاته المليون نسخة!!
واصل بهاء نجاحه رغم عدم استيعاب المستمعين له بعد، ألبومات "3 دقايق" و"قوم اقف" التى شاركه فيها تامر حسنى كانت أيضا إثباتا للجميع انه شخص طبيعى.. مطرب طبيعى، رغم ان محدش كان يعرف عنه حاجة أوى على عكس تامر حسنى مثلا.. تلى هذان الالبومان شريطان آخر اسمه كان زمان عام 2006 تحديدا ثم اختفى بهاء سلطان.. فص ملح وداب لمدة لا تقل عن خمس سنوات مثلا! لم يعرف أحد ماذا حدث له فى تلك الفترة، كان مُقِل جدا فى ظهوره الإعلامى اللهم إلا مرتين او ثلاثة بالكتير اوى اللى ظهر فيهم وإتكلم وغالبا مش على التلفزيون كمان.. كان اهمهم حواره مع مجلة "لها" اللبنانية عن أزمته مع المنتج نصر محروس.. قضايا ومحاكم لم يسمع بها أحد تقريبا وانتشرت الشائعات التى لا حصر لها عن بهاء سلطان، منها مثلا انه جاسوس إسرائيلى وتقريبا مصدر تلك المعلومة هى جدتى الله يباركلها، لم تكن تستسيغ شاربه إطلاقا! ثم شائعة أخرى الا وهى إدمانه، البعض قال انه رآه مستلقيا على رصيف جامع السيدة نفسية وقد ظهرت الهالات السوداء واضحة حول عينيه والبعض قال انه اصبح مخاوى جن وعفاريت! كان طبيعى جدا انتشار تلك الشائعات الغريبة.. فكما قلت سابقا، هو شخص غريب.. غير مفهوم حتى الآن للمستمعين المصريين.

عاد بهاء سلطان أخيرا عام 2011.. بشحمه ولحمه وشنبه وصوته الفريد، وصوته بالذات أكد انه لم يكن مدمنا، نفس طبقة وخامة الصوت المطربة للأذن.. ألبوم "ومالنا"، من كتر ما الاغانى كانت حلوة كلها تقريبا الناس إفتكرت إنه قعد الخمس سنين اللى إختفاهم يحضر فيه، ولم يعلم أحد سر عودة بهاء سلطان.. من الواضح ان اتصالح مع نصر محروس، لكن العودة كانت قوية لم يستوعب ابعادها المستمعين. إستمرارا لمسلسل أحداث حياته الغريبة، تزوج بهاء سلطان العام الماضى.. حفل بسيط فى دار المناسبات التابعة لدار الشرطة.. لم يتم توجيه دعاوى لأى من الفنانين او المطربين! ذهب فى شهر العسل خارج القاهرة، لا أحد يعلم أين.. لن استغرب اذا عرفت انه قرر قضاء شهر عسله فى حلايب وشلاتين مثلا، أكيد إختار مكان غريب مش مفهوم وغامض!

"زى ما احنا يا حبيبى زى ما احنا.. مهما قالوا ولا عادوا زى ما احنا.. اللى بيننا مش سلام بالإيد وقعدة بعيد مش كلام بليل ولا مقابلات ولا مواعيد.." من ألبوم "ومالنا". كلمات نصر محروس.

أحداث مشوار بهاء سلطان الفنى والشخصى كثيرة والصفة الغالبة عليها هى الغموض، عندما اقرر التصريح لأحد اصدقائى ان بهاء سلطان هو من مطربينى المفضلين يكون الرد بلهجة ساخرة، يعرفون من هو بهاء سلطان ولكنهم فى نفس الوقت لا يفهمونه، تفسيرى الوحيد لعدم وجود شعبية كبيرة له رغم جودة صوته وإختياره لأغنياته يرجع لغموض حياته وبعده عن المقابلات وصمته وإنعزاله عن الشهرة والتفسير الآخر الذى توصلت له هو شاربه! لا يثق المصريون بمطرب لا يفارق الشارب وجهه.

Saturday, March 1, 2014

أشياء تعلّمتها مع الحادية والعشرين


            
أصغر من أن أتحدث عن تجربة أو عن الحياة، لكن أول ما تعلّمته بعد الحادية والعشرين ألا أهتم بما هو مفروض ومتعارف عليه، ألا أهتم بتوقّعات الناس وآمالهم عنى، ألا أصغى للمسار الطبيعى المرسوم والمضبوط على أفكارهم.. لذلك قررت أن أشارك بعضكم فقط، بعضكم الذى لن يتفوّه بـ(يا بنتى إنتى لسه شفتى حاجة؟)..
     تعلمت أنك لن يُعترف بك إلا بعد الحادية والعشرين، يُعترف بك رسميًا كشخص طبيعى له آماله وأحلامه، كل ما هو قبل الحادية والعشرين مهاترات وأفكار مراهقة لن يُلق أحد لها بالاً على الإطلاق.. (لما تكبر تفكيرك هيتغير كتير).  

*     تعلّمت أن الحادية والعشرين هى نقطة التحوّل فى حياتك، أن تكون أو لا تكون على الإطلاق، هذا ليس معناه أنك من المتوقع منك تحقيق إنجاز كبير وعظيم، لكن تكفى الخطوة الأولى على الأقل تجاه ما تريده وكيفية تحقيقه، الحادية والعشرون هى نقطة بداية القرارات التى سوف تُبنى عليها حياتك.

*       ما قبل الحادية والعشرين حمادة واللى بعده حمادة، قبل الحادية والعشرين كنت تنتظر عامك السادس عشر بفارغ الصبر لرؤية صورتك القبيحة فى بطاقتك الشخصية الأولى وتشهرها فى أى وقت سواء ليها لازمة أو مالهاش، تظل تنظر فى محفظتك خلال جلوسك مع أصدقائك أملاً فى أن يقع نظر أحدهم على بطاقتك ويراها وتشعر بكينونتك تتشكل، أنا الآن مواطن رسمى يا ولاد الـ%#&^!! وبعمر الثامنة عشرة تستيقظ باكرًا لاستخراج رخصة قيادتك.. الآن فقط لن تتسلل ليلاً بعد اختفاء ضباط الشرطة من الشوارع الرئيسية لتقود السيارة.. لن يُجبرك والدك على الجلوس بجانبك خلال أى مشواير.. تريد الاحتكاك بأى رجل مرور حتى تتسنى لك فرصة إشهار رخصة قيادتك فى وجهه.. قبل الحادية والعشرين كان فيه أحداث مستنى اليوم اللى تعملها بكل حماس. بعد الحادية والعشرين كل الأحداث سيان، بطاقتك فى جيبك بقالها كتير ورخصتك زهقت من قعدة المحفظة.

*   تعلّمت أن الأعمار بعد الحادية والعشرين كلها شبه بعض، يعنى 22 زى 27، لن تشعر بفارق جوهرى قبل الثلاثين.. تستطيع أن تعتبر أن عمرك (واحد وعشرين) لمدة لن تقل عن ست سنوات على الأقل!

*       تعلّمت أنه بعد الحادية والعشرين أنت فقط من تستطيع إنقاذ نفسك والاعتماد عليك أنت فقط، فجأة حسيت إنك نطيت فى حياتك نطّة كبيرة من النضوج، فجأة كده شعور لا إرادى، أنا مبقتش عشرين أنا بقيت (واحد وعشرين)!

*        كلما بدأت فى الاحتكاك بالحياة العملية قبل الحادية والعشرين زادت فرصتك بعد الحادية والعشرين فى إنك تبقى (حاجة)، بعد الحادية والعشرين الوقت يمر بسرعة البرق ما أعرفش ليه!

*        بعد الحادية والعشرين تصبح غالبًا أقرب لوالديك، الهوَّة السحيقة بينكم فى فترة المراهقة سوف تتضاءل تدريجيًا مع اقترابك لما بعد الحادية والعشرين، تصبح أكثر تقديرًا للعائلة.

*         تعلّمت ألا أهتم بما هو مفروض، فترة الحادية والعشرين وما بعدها تتشكل فيها شخصيتك الحقيقية التى سوف تقضى بها ما بعد الحادية والعشرين.. تعلّمت أن أقتنص الفرص الثمينة، وأن بالاجتهاد فعلاً سوف أصبح وأكون يومًا ما.

*        تعلّمت ألا أهتم كثيرًا بالمظاهر الفارغة وما تفعله قلة كبيرة ممن هم فى عمرى، التوازن ثم التوازن ثم التوازن.. استمتع بالخروج والفسحات والسهر والرقص، والتركيز فى العمل وفى طريقى الذى رسمته لأكون. الاستمتاع بس فى تلك الفترة هيأخرك خطوات كتير.. كتير أوى خاصة إن دى الفترة اللى لازم تركز فيها على حياتك الشخصية.

*       تعلّمت ألا أسمح للناس بالتدخّل فيما لا يعنيهم بطريقة لطيفة، التدخّل الزائد عن اللازم لن يفيدنى على الإطلاق، حتى أقربهم لهم حدود، التدخّل الزائد سيشوّش على تفكيرك وإرادتك ومتعة تحمّل نتائج أفعالك.

*        تعلّمت أن الأخلاق والشرف هى كلمات مطّاطة لا يتفق عليها شخصان، الأخلاق والتعريفات الفلسفية أنت من تحددها لنفسك، وفقًا لحياتك وأسلوب تعاملك مع الآخرين ومع نفسك.

*        تعلّمت ألا أتعلق بشخص أو بشىء؛ التعلق مؤلم مع النضوج والدخول فى معترك الحياة الجادة اللى كان الناس الكبيرة بيقولوا لك عليها زمان. التعلّق بشخص يكسر قلبك وآخر يخدعك وآخر يسرقك، التعلّق بمكان تضطر للتنقل منه.. التعلّق مؤلم جدًا! تعلّمت أن الخسارة الثانية لا تؤلم بهذا القدر مثل الأولى، كل شىء يصبح أسهل فى المرة الثانية.

*       تعلّمت أنه فى ذلك البلد وتلك الظروف وهذه الكائنات المحيطة بى من الصعب الاحتفاظ بالقلب أخضر، كل تلك الأسباب السابقة تميل نحو تحويل الأخضر إلى الرمادى وشيئًا فشيئًا إلى الأسود.. تمسّك بقلبك أخضر مليئًا بالحماس والحيوية والحُب والطاقة الإيجابية.

*        تعلّمت المعنى الحقيقى لجملة (الدين لله والوطن للجميع).. وتعلّمت أن الوطن ليس المكان الذى وُلدت وتربيت فيه، الوطن هو المكان الذى ترتاح بالوجود فيه وتشعر بالهواء يتسلل لرئتيك بوضوح.. أنت من تحدد وطنك.

*     تعلّمت ألا تعتمد سعادتى على شخص أو شىء، سعادتى تزيد بوجود أشخاص معينين وأشياء معينة، لكنها موجودة دونهم.. اسعد نفسك بنفسك. تعلّمت أن أهم شىء على الإطلاق هو ارتياحك وسعادتك الشخصية..

*     حكايات جدّتى وشكواها أصبحت مسلية أكثر بعد الحادية والعشرين.