Sunday, October 26, 2014

معلش يا أينشتاين..

مقولتان خالدتان قالهما العظيم ألبرت اينشتاين؛
"شيئان لا نهاية لهما.. الكون والغباء البشرى.. وفى الحقيقة لست متأكد من الكون!"
"الغباء هو تكرار نفس الفعل ونفس الخطأ وإنتظار نتيجة مختلفة!"

هاتان المقولتان إن دلا على شئ، فهو بالتأكيد على ان اينشتاين طفح كيله زمان من أفعال وتصرفات البشر من حوله، وطبعًا كلنا عارفين اننا بنتعلم من التاريخ وأخطاء الماضى بنحاول نتفاداها.. وكون ان اينشتاين ذات نفسه يتكلم فى اكتر من مناسبة عن الغباء البشري فده معناه انه مرض وخطر بجد مش مجرد شتيمة او سخرية من شخص ما.

الفترة الأخيرة بالتأمل فى الأحداث التى تحدث فى مصر اكتشفت ان "الغباء" مسيطر بشكل رهيب على كافة مستويات البلد، وده مش تريقة منى على حاجة، لكن اللى بيحصل فى كل حاجة حاليا بيؤكد ليه اينشتاين كان مهتم بفكرة الغباء البشرى وخطورتها على المجتمعات والدول وعشان ماكنش متجنية وبقول كلام فى الفراغ السرمدى، هسرد حالًا شوية أحداث وحقائق بتؤكد كلامى ان الغباء هو اكبر خطر بتواجهه الدولة المصرية سواء من مواطنين او مسئولين.

أحداث الجامعات المصرية الأخيرة اثبتت ان الغباء هو من يحكم، حضرتك بتجيب قوة معينة سواء داخلية او شركة فالكون، بتستفز الولاد والطلبة وبتزعل من ردود الأفعال العنيفة المصاحبة لقرارك الغبى.. ليه قرار غبي؟ حلو السؤال ده. من سنة 2011 تحديدا يعنى مع بداية ثورة 25 يناير المفروض تكون الدولة اتعلمت ان العنف لن يجدى نفعا وان العنف لن يصل بنا إلى نتائج تحل مشاكل، واظن ان العنف منتشر من 2011، الداخلية تموّت ناس او المواطنين الشرفاء يعتدوا على ناس وبالتالى الناس تلجأ للعنف هي كمان وهوب! بقى عندك أحداث وشغب وهكذا.. يعنى المسئول عن استخدام العنف ده أكيد أكيد غبى.. سيادته بيجرب الحل الأمنى العنيف ده داخلين اهو فى اربع سنين.. جاب نتيجة؟ لأ.. حل مشكلة؟ لأ! غباء ده ولا مش غباء؟

ثانى نقطة، السادة الثوار المحترمين المبجلين اللى بيطالبوا بحرية المسجونين بقالهم فترة خاصة من ساعة صدور قانون التظاهر، رأيي الشخصى ان كل اللى حاصل الفترة اللى فاتت من جانبهم مايتخيرش عن غباء الجماعة اللى فوق، حد بيتم القبض عليه عشان بيتظاهر، بالتالى اصحابه ينزلوا يتظاهروا عشان اللى اتقبض عليه، بالتالى يتقبض عليهم هما كمان، واصحاب التانيين ينزلوا يتظاهروا فيتقبض عليهم وهكذا.. تكرار نفس الفعل والمفروض انهم منتظرين نتيجة مختلفة، محدش منهم فكّر فى حل جديد فى تصرف مختلف! المشكلة انهم لو فضلوا فى الحلقة المفرغة دى مع الوقت هيخلصوا.. مش هيتبقى حد ينزل يتظاهر لحريتهم! معلش يا أينشتاين هما آسفين وهنعتبرهم مايقصدوش.

ثالث نقطة، كان فيه اثر فى المقطم من سنة 1085 – محمد جمال بشير الشهير بـ"جيمي هود" هو اللى نزل الصورة على حسابه الشخصى على تويتر.. عشان مايقولش بناخد كلامه ويفضحنا- اعتقد كان مسجد مش متأكدة، قررت الحكومة المصرية الجميلة انها ترممه.. لو كنت اقدر انزل صورة لشكل الترميم اللى عملوه كان السادة قراء المقال هيجيلهم سكتة قلبية والله.. محرّوه ودهنوه!! تقريبا السيد المسئول اختلط عليه الأمر بين شقته الجديدة والأثر ده وبعت العمّال على موقع غلط.. الأثر اتشوه! اثر إيه بقى ده مبقاش اثر اصلا! فيه حد عنده معدلات ذكاء مش هنقول متوسطة حتى.. تحت المتوسطة بشرطة يعمل كده؟

رابع نقطة والأخيرة، الإخوان اللطاف هما كمان.. انفجرت قنبلة الأسبوع اللى فات عند دار القضاء العالى وكانت الساعة 11 ونص أو 12 تقريبا، حد هيقول لى عرفتِ منين انهم إخوان؟ يعنى هو مين اللى عمّال يرازينا بقنابل من 30 يونيو السنة اللى فاتت يعنى؟ المهم، الشخص اللى فجّر ده المفروض انه بيحارب السلطة الحالية.. طب فين السلطة يابنى اللى هتبقى موجودة فى المنطقة دي الساعة 12 بليل؟ بلاش.. بتحارب الإنقلابيين المصريين اللى شاركوا فى عزل رئيسك؟ طب إنت مافكرتش ان بقالك سنة بتعمل نفس العملة ومفيش حاجة بتتغير؟ لا إحنا قررنا ان مرسى نرجعه ولا الهوا.. قنبلة والناس اتلمت عليها عادي والناس اللى اتصابت الدولة هتعالجهم على حسابها ومش بعيد نعتبرهم محاربين قدامى كمان!
 
أينشتاين لو كان بيتفرج علينا حاليا من السماء، فهو أكيد مات للمرة التانية من اللى بيشوفه، الغباء مش عيب، هو مرض وخطر، وان معدلات ذكاء الدولة بكل اللى فيها فى الإنحدار ده يبقى فعًلا محتاجين حد يلحق اللى ممكن نلحقه!