"طلع السعيد ونزل تريكة"
كانت تلك الجملة هي كل ما يتردد على لساني من
اول دقيقتين وانا جالسة في احد القهاوي في المهندسين –جنب شغلي اللي مزوغة منه
ساعتين الماتش- وانا اشاهد مباراة النادي الأهلي ضد الفريق البرازيلي الصعب الإسم
وإصراري على تسميته "البن البرازيلي" .. خط وسط الأهلي متدهور بعد إصابة
الكابيتانو حسام غالي بقطع في الرباط الصليبي في المباراة الاولى من كأس العالم
للأندية ضد نادي هيروشيما.
ولم اكتف بترديد تلك الجملة بل كتبتها مرارا على تويتر، ظللت ارددها أملة ان معجزة ما ستحدث في وقت ما وصوتي
سيعبر القارات والبلاد و"يطس" في اذن الكابتن حسام البدري.
مال علي صديقي الغير مهتم بالماتش قائلا
"هدّي اعصابك.. هو في التلفزيون مش هيسمعك"
نظرت له نظرة مزدرية للأديان.. لم اردد تلك
الجملة "زي الهبلة" اكيد عشان حسام البدري يسمعني!
كان ذلك هو التغيير المنطقي في سير المباراة
خاصة مع إختفاء عبد الله السعيد من الملعب وعدم تركيزه.. السيد حمدي بينزل هو يجيب
الكورة من خط النص يا جدعان هو فيه كده؟ لازم لعيب "اسطى" على رأي
الكابتن فاروق جعفر في نص الملعب عشان يخدم ويدي باصات حلوة لخط الهجوم.
"إنتهاء الوقت الإضافي الذي احتسبه
الحكم وإنطلاق صافرة إنتهاء الشوط الأول من المباراة"
اعشق كرة القدم..
كان حلمي دائما ان تكون تقام مباراة لا
نهائية من الدقائق.. يا لحد ما اللعيبة يموتوا، يا يطلعوا ياخدوا "لايف"
من برة زي سوبر ماريو ويرجعوا يكملوا تاني.. وانا استمتع بها مع كوب من الشاي.
نظرت لصديقي نظرة اخرى من نوع السب والقذف
وهو يستفسر عن اللاصقة الموجودة على رقبة وليد سليمان.. "هو ده ستايل ولا
تاتو ولا إيه؟"
على الرغم من مرور الأيام والشهور والاحداث
والعديد من الإحباطات من أهلي وبعض الاصدقاء إني مصرة ادخل في شارع سد، إلا ان
حلمي الاكبر في إثبات جدارتي إني بفهم كورة وإني عايزة ادرب كورة لم يتوقف لحظة..
"الدقيقة 55 من زمن المباراة.. التغيير
الاول للنادي الأهلي بنزول ابو تريكة بدلا من عبد الله السعيد"
أنا صح! أنا صح!
لم تتوقف الضحكات والإمتعاضات منذ تفكيري في
الحصول على رخصة تدريب كرة القدم، كل ما سمعته من أمي كان "طب ما تشتغلي
مذيعة في برنامج رياضي احسن بدل التدريب والقرف ده"، وكل ما سمعته من اصدقائي
كانت "هاهاهاهاهاهاهااا" لا تنتهي.
اتذكر محادثتي مع صديق عزيز لطالما ساندني
وانا اعبر له عن رغبتي في التدريب..
-
انا قفلت على فكرة من التدريب من اول ما تخيلت نفسي بدرب
أسمنت اسيوط
-
إيه المشكلة؟ ماله اسمنت اسيوط.. دي البداية بس
"الدقيقة 65 من
المباراة.. تغيير إضطراري للنادي الأهلي بخروج حارس المرمى شريف إكرامي بعد إصابته
بتمزق في العضلة الخلفية ونزول الحارس الثاني ابو السعود"
التغيير الإضطراري هو اكثر ما اكرهه في كرة
القدم.. فأنا لا احب ان تفرض عليّ الظروف قرارا ما، بالتغيير الإضطراري لن يكون
للأهلي غير فرصة واحدة فقط في فرض سيطرته على وسط الملعب او الهجوم في ظل احتياجه
الشديد لهدف يمنحه قبلة الحياة لوقت إضافي وضربات جزاء إذا تطور الأمر.
الإضطرار هو كل ما يقلقني من احلامي..
إضطراري ان اتخلى يوما ما عن ما احبه واريده بسبب الظروف.. هو المجتمع مش ظروف؟
إضطراري ان ارضخ في النهاية لسنّة المجتمع التي تفرض اختيارات محدودة تناسب حجم
العقول الموجودة من حولي.
"الدقيقة 80 من زمن المباراة.. نزول
عماد متعب بدلا من محمد ناجي جدو"
ضغط المارد الأحمر الأن كثيف جدا.. لم ار ابو
السعود، فالأهلي يهاجم بضراوة محاولا إختراق دفاعات "البن البرازيلي"..
ضغط نفسي إجباري كل فترة يصحو فيها حلمي في
التدريب..
اتخيل نفسي وانا مكان حسام البدري في تلك
المباراة، أظن اطرف التعليقات ستكون "ادي اخرة اللي يمشي ورا ست.."
وتظهر الفتاوى محلقة في التوك شوز عن حكم ولاية المرأة على رجال..
"الدقيقة 90 من زمن المباراة.. وخمس
دقائق وقت إضافي"
الأهلي دايما بيجيب جون في اخر دقيقة.. ابو
تريكة بركة وهيعملها.. الأهلي مصر على الهجوم الشرس على مرمى الفريق البرازيلي..
مثل الأهلي اجدني ازداد إصرارا على تحقيق
حلمي.. إن لم يكن اليوم فغدا دائما يوما افضل.
"إنطلاق صافرة الحكم بإنتهاء
المباراة"
لم يفز الأهلي.. وفاز المجتمع في إحباطي.