Tuesday, May 20, 2014

"كيف تجهز ناخبيك فور ديموقراصى" للمبتدئين

نحن مقبلون على انتخابات رئاسية فى غضون ايام قليلة، أنت تعلم جيدا ماذا تعنى الإنتخابات فى مصر، يعنى كل واحد بيقطّع فى التانى، الكل متحفز لأى إنتقاد من قريب او من بعيد لمرشحه الذى يؤمن به كثيرا بشكل مثير للدهشة فالأشخاص دائما هم أول من يتلونون ويتغيرون ويتحسر فى النهاية من عصر الليمون ومن حصرنا فى إختيارات ليست بالمنتظرة.. ما علينا مش مشكلتنا التحليلات دى دلوقتى، بما أننا "نوت ريدى فور ديموقراصى" كما قالوا لنا، قررت ان اكون إيجابية وأقدم بعض الإقتراحات التى ربما تروق للبعض وربما يمزق البعض الاخر الصفحة فى رحلتنا للبحث عن الديموقراصى.. 

1-    فلنبدأ من الخيط الأول وهو إذا كنت تريد وتنتبه لوجود إنتخابات أصلا! ودى مشكلة عميقة أكتر من اللازم، معظم الناس لو عدّى عليهم أربع سنين ومحدش قال لهم إن المفروض يبقى فيه إنتخابات لن يأبهوا أصلا.. الحل هو "تغفيلهم"، بمعنى ان يأتى رئيس بإنتخابات ثم يكسر مدة الأربع سنوات ونقف لنرى من سينتبه، وهو بالتأكيد من سيكون لهم حق المشاركة الفعلية فى أية إنتخابات مقبلة.

2-    أن يكون حق التصويت فى الإنتخابات لكل من بين 21 إلى 55 سنة، أكتر من كده ياريت يشرفنا فى مكتب الإستعلامات للأهمية، لأ بجد، كل من هم فوق الخمسين عاما يستطيعون المساعدة فى إنجاح العملية الإنتخابية وتوعية الشباب بإهمية المشاركة.. أصل حضرتك كفاية عليك الماضى والحاضر اللى إخترتهم، المستقبل اللى جاى مش ليك، هى مش شوكولاتة أصلها، سيب مَن مِن شأنهم التخطيط لمستقبلهم إختيار الأفضل لهم!

3-    أن يتم عمل  IQ Test اى إختبار للذكاء للناخبين المسجلين فى شكل إستفتاء قبل الإنتخابات الرئاسية او البرلمانية.. وكل اللى مش هينزل يشارك ويحل إختبار الذكاء ده سيتم معاقبته إما بغرامة مالية كبيرة جدًا لدرجة تخيف كل من يفكر فى عدم المشارك أو بالسجن لفترة معينة.. طبعًا مش محتاجة أقول ان فى إختبار الذكاء ده هنشوف مهازل، خاصة فى نتائج من يدعون الحكمة والعقل الآن وسيكون درسا قاسيا لكل الشعب اللى مابيرضاش على نفسه يقول "مش عارف" أو "مش فاهم". ومن خلال تلك النتائج، كل من تتجاوز نتيجته حد معين سيكون له حق المشاركة فى اية إنتخابات مقبلة، الباقيين هنشوف لهم خدمة إجتماعية تعويضا عن صوتهم الإنتخابى. وكل من يريد من الخاسرين المشاركة فى الإنتخابات، عليه ان يستخدم عقله ويقرأ ويذاكر حتى ينجح فى إختبار الذكاء.

4-    بعد إعلان وقت الإنتخابات وإعلان كافة المرشحين لها، تنتظر الدولة مدة لا تزيد عن 72 ساعة، ثم تنزل إلى الشوارع فتجد لافتات "الحاج محمد أحمد فرغلى يؤيد ويبايع المرشح فلان الفلانى"، ها قد بدأ المتملقون تملقهم، الدرس الحقيقى لهؤلاء الذين قرروا تملق المرشح اللى لسه مابقاش رئيس ان يتم الحجز على أعمالهم والقبض عليهم لفترة معينة ثم إخلاء سبيلهم، عشان بس يتعلموا مايبدأوش إنبطاح بدرى كده!!

5-    بعد إعلان موعد الإنتخابات، يتم إستيراد قوة بشرية من ثلاثة دول: "الصين، اليابان، كوريا"، هم من سيقومون بالوقوف فى اللجان مكان القضاة والمسئولين عن صناديق الإقتراع، إحنا شعب مقتنع إن يخلق من الشبه أربعين، أكيد اللى بيحاول يرشى المسئول عن لجنة ما لتزوير النتيجة مش هيعرف يطلعهم من بعض لو كلهم نفس الملامح.. أه ونديهم كورسات مكثفة للغة العربية عشان مايحتاجوش لوسيط بينهم وبين الناخب أصلا.

6-    قبل دخول كل ناخب اللجنة، عليه ان يسرد لشخص ما على الباب "يفضل ألا يكون مصرى" الأسباب التى دعته لإنتخاب هذا المرشح دونا عن غيره، اي اسباب من نوعية "ده حامى البلاد" أو "مرشح الفقراء" لن تجعل الناخب يمر من باب اللجنة بالتأكيد.

7-    فى ورقة الإنتخاب يجب عمل جزء فيها إجبارى، يناقش فيه الناخب برنامج مرشحه مثل، علل: إختيارك للمرشح فلان الفلانى؟ بم تفسر قول المرشح العلّانى كذا كذا؟ على أن يتم تصحيح تلك الأوراق من قبل متخصصين.

8-    ألا تكون أيام الإنتخابات أجازة رسمية، الناخب يذهب للعمل صباحا، يتغذى، ينام ساعتين، ينزل يصوّت ويطلع يحلّى وياكل بطيخ ساقع وينام.

9-    يجب ان يعرف الناخب ان محدش بيحب اوى إلا لما ينجرح اوى، لا تضع آمالا كبيرة على مرشحك، وذلك بإعطاء كورسات إجبارية للناخبين لتعليمهم عدم وضع آمال وأحلام وتجهيزهم أنه من الممكن ان يغدر بهم ناخبهم فى أى وقت.

أن يحترم الناخب نفسه.. ان يحترم بلده، ان يعلم ان ليس عبدًا إلا لله، وأن يفهم ان هذا المرشح سوف يأتى حتى يهتم بالشئون اللى الناخب معندوش وقت ياخد باله منها، المرشح هو موظف، المرشح هو يساعدك فى دفع البلد للأمام.

Wednesday, May 14, 2014

تملق، لا تذاكر وتجنب "خلى بالك من زوزو"!

تستطيع وأنت فى بداية قراءتك لهذا المقال ان تطمئن من محتواه ومدى قرب كاتبه – اللى هو أنا – من واقع ما سوف اسرده لك، لأنى ببساطة مازلت طالبة وحاليا امر بالموسم السنوى للإمتحانات والمراجعات ومحاولة تحصيل ما يمكن تحصيله ليلة الإمتحان.. 

بمنتهى الصراحة والأمانة الشديدتين، إذا قارنت ما تعلمته خلال التسع عشر عاما  من التعليم سواء فى المدرسة او الجامعة بما تعلمته بنفسى من الكتب التى كنت اواظب على إقتناءها وأنا بعمر الثامنة فستجد فرق كبير فى السرعات سيدى الرئيس، لا أتذكر أصلا ما تم إمتحانى فيه الأسبوع الماضى، معظم ما قمت بدراسته فى المدرسة لا تتعدى اهميته فى نظرى بعض المعلومات العامة اللى كان ممكن اتعلم اكتر منها بكتير لو واظبت على مشاهدة برنامج "من سيربح المليون" مثلا!

وبما اننى على مشارف الإنتهاء من الدراسة نهائيا – كلها سنة نعديها على خير إن شاء الله- فقد قررت ان اتشارك معكم بعض الدروس اللى طلعت بيها من رحلة التعليم المصرى:

1-    التملق سيد الأخلاق:
منظومة المدرسة والجامعة تعلم منذ الصغر وترسخ فكرة التملق ثم التملق ثم التملق، فيتطور الطالب المصرى جينيا حتى يصبح مثل الكائنات التى نرى معظمها على شاشات التلفزيون، ففكرة التملق تبدأ من مرحلة الإبتدائية مثلا، الطفل الذى يحظى بإهتمام اكثر هو من تأتى والدته اكثر إلى المدرسة لتعقد صداقات مع المدرسين والمدرسات، وبالتالى يصبح محفوظا بالإسم فى الفصل ويصبح هو الأكثر شهرة وايضا فى أحيان كثيرة أمين الفصل.. تملق المدرسين وتنصيبه امينا للفصل يؤدى بالتالى إلى تملق زملائه له، فهو الأقرب من صاحب القرار وهو الذى يقرر شلة المفضلة. يكبر الطفل المتملق ويلتحق بالجامعة ليبدأ "ليفل" أكبر من التملق.. العميد والدكاترة! يقوم بحجز الصف الأول فى المحاضرة، يقوم بمساعدة الدكاترة فى حمل حقائبهم إلى قاعة المحاضرات، يكون صاحب أعلى ضحكة وأكثر قهقهة والأكثر كشفا عن اسنانه وبلعومه إذا قرر الدكتور إلقاء دعابة سبعيناتى ثقيلة الظل! يصبح رئيس الإتحاد، يتهافت الطلبة على الجلوس بجانبه، عادة ما يأخذ أعمال السنة كاملة وعادة ما تترك الدكتورة معه الملازم حتى يوزعها ويتكفل بها مع الطلبة بدلًا منها! كلما تملقت اصحاب السلطة اكثر كلما زادت فرصتك فى التعيين أو النجاح بإمتياز أكثر.

2-    البعض ينجح بالغش والأغلبية ترسب بالمذاكرة:
الحمد لله على نعمة عدم قدرتى على الغش، ليس بسبب الضمير الصاحى، لكنى لن اتحمل كلمة مالهاش معنى من مراقب، ولا اتحمل الهمهمة، وأعتبره من أرخص الحيل فى التاريخ. معرفش فعلا أنا كل ما ببقى مذاكرة كويس جدًا بسقط ليه! فى حين المادة اللى "بجوّد" في ورقتها بجيب تقدير فيها! وده مش كلامى أنا لوحدى ده تقريبا شبه إحصائية عملتها على طلاب من كليات وجامعات مختلفة، الشئ المشترك بين كل من سألتهم هو أننا نعتبر فى مستوى الطالب المتوسط، لا متفوقين ولا فاشلين. أذكر موقف لصديق قام بإجابة اسئلة امتحان ما إجابات نموذجية، فوجد نفسه راسب.. ذهب ليستفسر من المعيدة قالت له بالحرف "مدام كاتب إجابة نموذجية يبقى اكيد الدكتورة سقطتك عشان افتكرتك غاشش"! لى عدة أصدقاء لم يفتحوا ورقة من كتاب دراسى طوال سنين الجامعة ونجحوا الأربع سنين! بالحُب وبالغش!

3-    كليات القمة وهما اخترعه احدهم لينغص علينا حياتنا:
تقريبا معظم من أعرفهم من الذين "فركوا" فى الثانوية العامة ليحصلوا على ما فوق الـ96% والتحقوا بكليات القمة مثل طب وهندسة وإقتصاد وعلوم سياسية حالهم مايسرش ابدا! الطلبة دول كانوا مكرسين حياتهم للمذاكرة عشان يدخلوا الكلية والأن هم غالبا عاملين بالكول سنترز! لا أقصد إهانة للمهنة التى تتطلب لغات ولباقة وأكثر من ذلك، لكن مش دى شغلانة اللى دخل كلية من كليات القمة! معرفش مين لسه بيفكر فى كليات القمة ولو حد لسه بيفكر بنصحه مايفكرش.. فخ كبير حد إخترعه بالإسم ليحول حياة طلبة الثانوية العامة إلى جحيم فى حين ان بعد التخرج يصبح أبو زيد زى أبو عبيد بالضبط. 

4-    أرجوك.. لا تنخدع بـ"خلى بالك من زوزو":
كانت تجربة مريرة فى اليوم الأول لى منذ عدة سنوات فى الجامعة، لم أنم تقريبا من فرط الحماسة تلك الليلة، فكان كل ما تخيلته عن الجامعة عبارة عن مشاهد من فيلم "خلى بالك من زوزو"، حيث مجلة الحائط وفريق المسرح والحدائق والشلة الجميلة الظريفة. صُدمت وأدت صدمتى لعدم رغبتى فى الحضور نهائيا طوال سنوات دراستى ما عدا إمتحانات نصف العام والنهائية! غوغائية وتحرش وروائح كريهة وبدروم به شخص يتناول الشطائر وتتساقط من فمه معلنا تأجيل نشاط كرة القدم!

Monday, May 5, 2014

الـ"بانيك أتّاك" تجتاح وزارة الداخلية!

لى صديقة من أيام الطفولة والمدرسة كانت لا تذهب إلى المدرسة او عندما نقرر الخروج مثلا فى أى مكان إلا فى وجود أمها، لا تخرج تقريبا إلى اى مكان إلا بصحبة احد من أقاربها البالغين، كنا نتفهم موقفهم وقت المدرسة وخوفهم المبالغ فيه عليها، كبرنا ونضجنا وأصبحنا الان فتيات عاملات وهى لا تعمل.. لا تذهب اى مكان بمفردها، ومع مرور الوقت اصبحت لا ترى الشارع تقريبا وكل هذا التحكم والتضييق الخانق بداعى الخوف عليها مما قد يحدث لها فى الشارع ومخاطره وهى بمفردها..

خطرت قصتها فى بالى الأسبوع الماضى وأنا بالأسكندرية، أقطن بمنطقة سموحة، قريبة جدًا من مديرية أمن الأسكندرية، كانت المسافة من شارع منزلى للجامعة او لمنطقة "داون تاون" لا تستغرق عشرين دقيقة على بعض، فى الماضى القريب منطقة سموحة لم تكن مكتظة بالسكان والمقاهى وكل هؤلاء البشر الذين اراهم فى الشارع كل يوم، وبعد بناء جامعة فاروس والعديد من الشركات والمصالح الحكومية بالقرب منها اصبحت سموحة وسط البلد الجديدة، بها كل شئ ومنها يمكنك الذهاب لأى مكان بأسرع وقت ممكن.. ده كله بقى فى خبر "كان"!

بعد ثورة 30 يونيو ولجوء جماعة الإخوان المسلمين والمطالبين بالشرعية للعنف والتفجيرات فى كل مكان، أصاب الداخلية وأفراد الشرطة ما نطلقه عليه نحن Panic Attack! اصبحوا متخبطين ومنفعلين – ولهم عذرهم – وهذا التخبط والإنفعال لم يزدهم شئ إلا زيادة فقدانهم للسيطرة على البلاد، قامت مديرية أمن الأسكندرية بغلق شارعها وهو شارع رئيسى وحيوى بمنطقة سموحة، أصبح ممشى مؤقت لأمناء الشرطة وشارع لا يجرؤ أحد على الإقتراب منه، غلق هذا الشارع الحيوى أصاب منطقة سموحة بشلل تام! شلل مرورى حتى فى التنقل داخل سموحة ذات نفسها، قاموا مشكورين بفتح شوارع ضيقة لا تسمح إلا بمرور سيارة واحدة بالكاد، شوارع مظلمة وغير مزودة بأى خدمات طبيعية للمرور بها، يعنى لو أنا بنت وقررت إنى اركب تاكسى الساعة 9 – ميعاد معقول مش متأخر- هبقى اشبه بتحضير نفسى لمحاولة إغتصاب او إختطاف او أي بلاء ازرق من اللى بنسمع عنه اليومين دول!

أصبح أمام كل مديرية وكل قسم شرطة شوالات رمل ورشاشات تحسبا لأى هجوم مفاجئ، قال يعنى الضباط اللى كل يوم بنسمع عنهم بيستشهدوا فى كل مكان بيبقوا فى قسم او مديرية! ولنا فى تفجير مديرية أمن القاهرة عبرة – خاصة بعد تصريح وزير الداخلية العظيم "اللى عايز يقرب ييجى يجرب"-.. كانت الداخلية تغلق الشارع الرئيسى لها ليلا عشان هما ناصحين وهيمنعوا حد ييجى جنبهم، وإتفجرت الصبح عادى جدًا! مديرية أمن اسكندرية قامت بغلق الشارع الرئيسى فى منطقة سموحة أيضا وكل يوم بسمع من عائلتى او اصدقائى هناك ان كان فيه قنبلة فى منطقة تانية وتم السيطرة عليها قبل الإنفجار! وكأن غلق الشوارع بالخرسانات ووضع على اوله واخره امناء شرطة نايمين اصلا على نفسهم وهما قاعدين هيبقى الحل السحرى لردع تفجيرات او محاولة إغتيال افراد الشرطة!

ما ذنب المواطنين ومنهم أنا ان اتخذ طريق اشبه بـ"رأس الرجاء الصالح" للوصول من منزلى لأى مكان اخر؟ لماذا يجب علينا نحن المواطنين تحمل مسئولية مؤسسة المفترض ان تكون قوية وهى اساس حكم السيطرة وسيادة الأمن فى البلاد على فشلها وعدم قدرتها على إتمام عملها بنجاح؟ هل ممكن فى يوم مش هينفع أكتب فيه مقال او تقرير او تحقيق لأى سبب كان أقرر ان المجلة كلها تقف وماتنزلش السوق عشان أنا مش هكتب او مش عارفة أكتب؟ إيه المنطق اللى بيستخدمه محمد إبراهيم وزير الداخلية؟ منطق التحليق على الأقسام والمديريات؟ متى سيتم الإعتراف رسميا بفشل وزير الداخلية فى السيطرة على ما يحدث؟ متى سيقف وزير الداخلية كشخص بالغ ناضج ليعترف بعدم قدرته على تحمل السير فى جنازات ضباط الشرطة الذين يتم إغتيالهم خارج الأقسام والمديريات التى حولها لبروج مشيدة يُمنع الإقتراب من أمامها؟ لماذا لا يتم نقل مديريات الأمن الحيوية لمكان اخر؟ لماذا يجب علي وعلينا نحن تغيير طريق ذهابنا للعمل او الجامعة او اية مشاوير من أجل عيون مدير الأمن ووزير الداخلية؟
هل سيتم فى اى وقت قريب الإجابة بشفافية وبمنطقية على تلك الأسئلة؟