Thursday, October 10, 2013

كتاب المرقعة الفارغة

لم يكن هذا هو العنوان الذى تمنينه لمقالى، لكن العنوان الحقيقى او بمعنى اصح الكلمة البديلة لكلمة "مرقعة" لم تكن ستساعدنى كثيرا.. كل ما سأناله بعدها إما زعيق فى نص المكتب من مديرى او مثلا لو كان رضى ينزلها يبقى هيترفع عليا قضية خدش حياء الرأى العام.. رغم انها كلمة مش خادشة على اد ما هى بتوصف الحالة اللى انا هتكلم عليها لكن مش مشكلة.. مرقعة ستفى بالغرض.
 
كنت اجلس انا وصديقة نستعرض بعض من مواقف المقربين، ومواقف الناس عموما، وجدنا ان كل ما يربط الناس ببعض هى المرقعة فقط لا غير.. وعلى الرغم من إختلاف الشخصيات والناس إلا انهم برعوا فى استعمال نفس قواعد المرقعة الفارغة.. هى هى نفس الحركات بالكلام مع اختلاف المفردات اللى كل شخص فينا بيستعملها.. 

من الامثلة الحية للمرقعة الفارغة؛
شاب فى منتصف العشرينات، مشي من شغله اللى كان فيه والمفروض انه هايروح يتقدم لواحدة.. بدل ما يُفرك ويقطع نفسه انه يدوّر على شغل، فضّل انه يهدى اعصابه من "السترس" ويروح الجونة او شرم او اى حتة من الحتت الحلوة دى لمدة 3 شهور.. اه والله 3 شهور بيهدى اعصابه
مرقعة دى ولا مش مرقعة؟

فتاة برضه فى العشرينات.. قاعدة ليل نهار بتدور على شغل.. اى شغل، ولما يجيلها شغل كويس بمرتب محترم وهى لسه متخرجة تقرر انها مش هو ده اللى عايزاه.. هى عايزة حاجة تانية، إيه هى بقى؟ هى نفسها مش عارفة هى عايزة إيه.
مرقعة دى ولا مش مرقعة؟

شاب إبن ناس لطيف وظريف.. بيحب واحدة وهى كمان بتحبه.. لكن علاقتهم غير واضحة المعالم والملامح، تقول له ماتيجى نتكلم فى اللى إحنا فيه ونحاول نخلى لعلاقتنا شكل ومعنى يقول لها إف بقى.. انا عليا ضغوط كتير مش قادر اتكلم.
مرقعة دى طبعا معروفة يعنى!

يبقى عندك "ديدلاين" زى حالاتى كل اسبوع.. وعارف ومتأكد انت هتسلم إيه وجاهز بأفكارك وكلامك وكتابتك.. تفضل مرحرح وتزنق نفسك على اخر وقت وتتشنج بقى وتسلمه قبل انتهاء ميعاد التسليم بساعة او نص ساعة..
مرقعة فارغة وإستهبال.

حد طول النهار قاعد بتفكر له فى مصلحته، وتقول له يعمل إيه ومايعملش إيه.. وفى الاخر هو مش بيبقى سامعك اصلا ولو سامعك ومقتنع بكلامك مش بينفذ اى حاجة من اللى اتكلمتوا فيها..
هى بعينها المرقعة.. ماتفكرش فى تعريف تانى.

المذهل فى المرقعة دى، إنها إسطمبة واحدة وماشية مع الناس كلها، يعنى المرقعة العاطفية معروفة بكلامها بسيناريوهاتها يعنى مثلا الجملة الشهيرة بتاعت "المشكلة مش فيكِ! المشكلة فيا انا! انا اللى مش فاهم نفسى ولا فاهم مشاعرى!".. إحلف كده؟ بجد والله مش فاهم نفسك؟ حظ اوفر المرة القادمة!

مرقعة الشغل برضه هى هى فى كل حتة، نفس الرحرحة نفس الـ"اوف بقى انا ماليش مزاج اشتغل انهاردة" "أنا حاسس انى مكانى مش هنا.. المفروض ابقى موجود فى مكان احسن".. مكانك مش هنا فعلا.. إنت مكانك فوق!
مرقعة المرفهين بقى دى اللى بتفقع المرارة.. "بابى جابلى هامر بدل مينى كوبر اللى كنت طالباها".. الشغالة الفيلبينية مش بتنطق الإنجليزى صح! اوه مون ديو!

مرقعة الصحاب هى كمان عبارة عن سيناريوهات من اللى خلتنى فى نص كلامى مع الصديقة اقولها "ايوة! هو كده بظبط!!" بس طبعا مع إختلاف اسماء الاشخاص..

الخلاصة فى كل ما قرأته او كل ما ستراه من مواقف مرقعة فى حياتك.. ان يا عزيزى كلنا متمرقعين، بطريقة او بأخرى.. ودى حاجة مش عيب! بالعكس! على الاقل هتبقى عارف ان بتتمرقع فى إيه.. وقواعد المرقعة الفارغة دى هتعلمك تتمرقع على مين عشان مايبقاش شكلك وحش.. هو كتاب وماشيين عليه، الجدع اللى يبتكر ويفكر فى قاعدة جديدة يكتبها بإسمه فى كتاب المرقعة وإحنا نصقف له ونقول له "يابن اللعيبة!! حلوة دى!".

6 comments:

  1. يا بنت اللعيبة !! حلوة دي ! :D

    ReplyDelete
  2. أحييك علي مجهودك..ولكن كيف أكون كاتبا حينما أكتب الواقع كما هو وبنفس الطريقه التي يستطع أيا من كان أن يتحدث عنه..الكتابه تطلب أسلوبا وصياغة وتناولا مختلفا..والا فماذا أكون أنا غير آحاد من الناس يكتب بدل من أن يتحدث..لكن بشكل عام اختيار الموضوع جيد وان كنت أظن أنك تستطع أت تختار ما هو أفضل وتصيغه وتتناوله بشكل أقوي و أرقي من أن يكون مجرد حديث مكتوب الرجاء عدم البلوك..فأولا و أخيرا هذا مجرد رأي و الاختلاف لا يفسد للود قضيه..

    ReplyDelete
  3. مقال رائع .. بأسلوب أكثر من رائع .. وكذلك اختيار الموضوع رائع

    ReplyDelete