Saturday, June 27, 2015

جدا جدا

غريب جدا إنك لما بتحس بحاجة بتقرر ماتصدقش إحساسك، والأغرب ان لما بتقرر تصدق رأي وإحساس شخص تاني، وغريب جدا ومحبط لو إحساسك طلع غلط مرة عشان ده بيضعف فرصة انك تصدق إحساسك تاني.. هو موضوع الإحساس ده غريب عامة،

ساعات بقعد افكر في الأحاسيس اللي احنا عارفينها زي الحب والاشتياق والكره، ما يمكن مش هي دي زي ما بنحسها فعلا، يعني لما بحب حد اوي بقعد افكر هل أنا بحبه فعلا؟ وإيه مصدر معرفتي بشعور الحب ده؟ الأغاني اللي لقنتنا سطمبة معينة ولا الأفلام اللي علمتنا اننا لازم الحب يبقى بشكل معين وأي حاجة تانية غريبة؟ ليه لازم كلنا نحب بنفس الشكل والتعبير؟

على أد ما انا لسه تايهة على أد ما الفضفضة دي إدتني براح غريب وشعور بالراحة خلى إحساس التوهان ده ياخد راحته، على الأقل مبقتش عايزة اخبط دماغي في الحيط وأكسرها من كتر التفكير..

اللي إتأكدت منه الايام اللي فاتت إني بحب الكتابة جدا، وبحب شعور الراحة والإبتسامة الصغيرة اللي بتترسم على وشي بعد ما أكتب أي حاجة، بحس إني موجودة فعلا..

مبقاش عندي إحساس الرهبة من التغيير وده شئ مبسوطة منه جدا، وبقيت مأهلة نفسي ان ممكن التغيير يطلع زي الخرة وأغير لحاجة تانية وهكذا..

انا فيا عيوب كتير جدا ومتقبلاها ومش حاسة بالذنب ناحيتها، عارفة ان لو حد عرفها هتضايقه جدا بس أنا عمري ما بعمل حاجة عشان اضايق بيها حد، بعملها لمجرد اني عايزة أعملها وهي غلط وأنا متصالحة مع ده..

أنا بقيت بتأمل كل يوم قبل ما أنام وبفضي دماغي زي بتوع اليوجا والحاجات دي، ماعملتليش أي إختلاف لحد دلوقتي بس لسه بعملها برضه.

Thursday, June 25, 2015

خوف رايح جاى

الخوف من التغيير.. والخوف من انك تفضل على حالك ماتتغيرش .. والخوف من انك تعمل تغيير وحش.. والخوف من انك تفوت على نفسك تغيير حلو.. الكمفورت زون دي بقت بايخة جدًا وأنا بقيت كسلانة جدًا. أنا فاكرة كويس اوى إحساس الأدرينالين وأنا متحمسة لحاجة حباها، إحساس حلو فشخ، كنت ببقى ممكن أمشى على الحيط وبحس انى ممكن امسك الكرة الأرضية دي اطبقها فى إيدى، المشكلة إن الكومفورت زون بتبدأ توسوسلك إنك ليه تعمل تغيير لما ممكن تحس إحساس الأدرينالين ده وإنت قاعد فى مكانك.. أنا فاهمة قصدها، شئ لطيف طبعا بس المشكلة ان مع الوقت بتبقى محتاج جرعة أكبر زى أى إحساس حلو بتدمنه، وطول ما انت فى مكانك مبتبقاش عندك إحساس بالرضا عن الجرعة المعتادة، ده لو بقى فيه جرعة بقى أصلا.

وبعدين تاخدك الجلالة وتقول ما هم كل العظماء عملوا تغيير ما خلاهم عظماء، قال يعنى انت كده عظيم فشخ وهتغير الكون، وفى نفس الوقت بتبقى عايز فعلا تغير الكون فبيحصل إشتباك فى المشاعر بتزهق منه وتضطر تتفرج على اى حاجة ولا تكلم حد عشان متاخدش بالك من الخناقة اللى بتحصل جواك دى واللى مابتوصلش بيها لحاجة.

نرجع للخوف اللى فوق، إنت كده بتبقى مدمن فى إتجاهين، مدمن للكمفورت زون ومدمن فى نفس اللحظة للأدرينالين، الفكرة المضحكة بقى ان الكمفورت زون بتبدأ تهيألك ان ده مكنش ادرينالين ولا حاجة وأصلا الأدرينالين إحساسه مش كده، الأحلى إنك تفضل قاعد فى اللى انت متعود عليه أيا كان إيه هو..

المهم ان كل الكلام ده والفلسفة بتاعت التدوينة دى واللى قبلها جت بعد ما انا فى عز انفعالى بقنع صديق بأهمية اللى بيعمله وان اى حاجة هيعملها هتتحول لروتين وان اللى هو حاسه ده طبيعى، كإن الدنيا بتدينى قفا وبتقول لى إنتى صدقتى نفسك وبقيتى ابراهيم الفقى ولا إيه؟ طب خدى قفا التوهان ده عشان تتعدلى..

نرجع برضه للخوف.. أغيّر؟ ماغيّرش؟ إنتم عارفين انى نادرا ما بغير أكلة معينة بطلبها من مكان؟ أو طرابيزة بقعد فيها فى مكان معين؟ بس الظريف جدا واللى بحبه انى ببقى مقريّفة وأنا رايحة مكان جديد لأول مرة وبعدين مع الوقت بحس ان ما هو عادى اهو مالك بس؟ وده اللى مطمنى نوعا ما.. انا خايفة أه من التغيير بس عارفة اللى فيها بس فى نفس الوقت ياريتها تبقى على أد أكلة هتتهضم او مكان مصيرك فى الآخر تسيبه بعد كام ساعة وترجع بيتكم..

بيقولك أكتر حاجة خايف انك تخسرها إخسرها عشان متبقاش مرتبط  بحاجة زيادة عن اللزوم.. ده عبيط ده ولا إيه؟

Tuesday, June 23, 2015

ازمة ربع العمر..

بقالى كتير مكتبتش اللى بيدور فى بالى، مؤخرا كانت كلها آراء.. ولما رجعت بالمدونة لسنين فاتت لقيتنى كنت بكتب اللى بييجى فى بالى واللى بيتكلم عنى من جوا، الإحساس اللى بحسه وبيكبر يوم بعد يوم مبقتش عارفة اتصرف فيه وبيكبر كل شوية وبيطبق على نفسى.. الفكرة المضحكة المبكية فى الموضوع ان فى اللحظة اللى بتحس فيها انك ماسك زمام الأمور وعارف انت عايز ايه كويس اوى بتيجي دايما وراها لحظة الإنهيار كإن فيه حد بيضحك وبيشاور عليك وبيقول "قال عرفت انت عايز إيه قال.. هاهااهاهاا".. لحظة الإنهيار اللى حساها دلوقتى طايلة كل حاجة فى حياتى حتى الحاجات اللى كنت عارفة انها من المسلمات.. مبقتش فاهمة جدوى الوجود ولا بقيت فاهمة انا مطلوب منى أعمل إيه ولا بقيت عارفة لما اوصل للى كنت فاكرة انى متأكدة منه هعمل بيه إيه ولا بقيت عارفة اى حاجة فى أى حاجة.. الشخص الأنا اللى انا عارفاه واقف قدامى مهزوز وبيترعش وخايف وواحشه إحساس انه عارف ومسيطر على الحاجات كلها.. اللى مجننى اكتر انى حتى مش متأكدة اللى حساه ده بجد ولا بتدلع، مبقتش فاهمة المشاعر المختلفة ولا مسمياتها ولا هى عاملة إزاى وبقيت بشكك فى كل حاجة انا كنت فاكرة انى عارفاها.. يعنى انا دلوقتى متضايقة وتايهة بجد ولا ده مش بجد ولا بكرة هبقى كويسة عادى ولا إيه اللى بيحصل بظبط؟

انا عمرى ما كنت عارفة انا عايزة ايه، يعني مكنتش عايزة اطلع حاجة معينة وانا صغيرة مثلا، بس مع الوقت اتأكدت من حاجات عايزة اعملها واتأكدت من حاجات بحبها بس حتى دول بقيت بشكك فيهم دلوقتى بشكل بيضرنى وبيزعلنى وبيجرحنى..

المشكلة فى تضارب المشاعر والرغبات ده انى حتى مش قادرة احدد انا المفروض اعمل ايه.. وده اسوأ شئ فى الموضوع، يعنى فيه ناس بتبقى عارفة هى عايزة ايه بظبط، وفيه ناس بتبقى عارفة هى مش عايزة إيه.. أنا بقى مش فاهمة اصلا حاجة، من كتر التفكير فيوزات مخى بتسخن وتسيح.

فيه حلم حلمته من فترة ودايما بفتكره وأنا نادرا ما بفتكر أحلامى.. كنت واقفة فوق مكان عالى جدا اكتشفت انهم مسميينه قمة العالم، شايفة كل البلاد وكل الناس وكل الحاجات تحتى وأنا واقفة فوق القمة دى وحاسة بسلام نفسى رهيب، الإحساس من كتر ما انا حساه صحيت من النوم وأنا حساه وفاكراه بجد وشامة ريحة الهوا والجو اللى كانوا حواليا..

المشكلة الأكبر هو الخوف من اتخاذ اى قرارات فى الوقت ده، لأن ده هيرجعنا لفكرة البيضة ولا الفرخة، يعنى هل اللى أنا حساه ده حقيقى ومستمر وبناءا عليه اتخذ قراراتى ولا مجرد تضارب مشاعر مؤقت وتوهة مؤقتة بتحصل؟

بحسد بتوع الأفلام على الصوت اللى بيظهر لهم فى اسوأ لحظات حياتهم ويرشدهم للطريق الصح، بس شكلها مفيهاش اصوات وهى حلزونة مضطرة ألفها لوحدى..

أنا مش عارفة أعمل إيه.. وتايهة، وعندى فوبيا من ان الوقت يمر وأفضل فى نفس التوهان ده وأوصل لوقت افوق فجأة واكتشف انى قضتها توهان وموصلتش لأى حاجة وأعتقد ان ده هيبقى اسوأ شئ حصلى فى حياتى.

Wednesday, May 13, 2015

أبى انفلوينشال وأمى موتيفشنال سبيكر!

أتذكر بمنتهى الوضوح درس اللغة العربية بالصف الثالث او الرابع الإبتدائى حسب ما اتذكر الذى يتحدث عن المهن المختلفة وشرحها بطرق بسيطة، اتذكر جيدا تلك الجملة من الدرس "أبى ضابط وأمى معلمة" وكانت مشكلتى الأزلية فى هذا الدرس ان والدتى محامية ولا اشعر ان هذا الكلام يعبر عن حياتى وبعدها بسنة او اثنين ادركت القيمة الحقيقية لهذا الدرس والمغزى منه، يعلمنا تعريف مهن افراد عائلاتنا وليس مجرد تعليم التعريف بل وكيفية انعكاس مهنتك على خدمة المجتمع، إختيار الضابط والمعلمة بالنسبة للأطفال اختيار بسيط ومعبر، الضابط يحمى المجتمع من الخارجين على القانون والمعلمة تربى أجيالا، مع الوقت ومع النضوج ينعكس عليك هذا الدرس لا إراديا فى اختيار مهنة تضيف بها للمجتمع والبلد الذى تعيش فيه، وتدرك قيمة "الهبل" الذى كنت تظن نفسك وقتها تدرسه وانه بلا فائدة حقيقية.. من وجهة نظرى قيمة هذا الدرس تتلخص فيما تقدمه من خلال مهنتك ومن خلال حياتك العملية، وهذا هو المفترض فى رأيى ان يكون شكل تفكيرنا واختيارنا للمهنة التى سنتخذها.. فإذا اخترت أنا ان اصبح صحفية وكاتبة يجب ان افكر فى الطريقة التى سأخدم بها المجتمع ومن يقرأ لى من خلال عملى أن اقدم له ما يفيده على الأقل.

مع التطور الطبيعى للحياة اصبحت هناك مهنا جديدة حسب المتطلبات العصرية للمجتمعات الحديثة، فأصبحت مثلا "السوشيال ميديا" عملا هاما لا يمكن الإستغناء عنه لتسويق اى سلعة تقوم بإنتاجها من الإبرة للصاروخ، واصبح علم السوشيال ميديا علم منفرد متخصص لا يستطيع اى شخص عابر القيام به إلا بعد دراسة وفهم كامل لشكل إستخدام الإنترنت مؤخرا ومعرفة الحالة المزاجية التى يتمتع بها معظم من تخاطبهم من المستهلكين، وحتى السوشيال ميديا فى رأيى اذا اتخذتها عملا فيجب على كل من يعمل بها التفكير فى كيفية تطويرها وتطوير شكل استخدامها وتطوير شكل إيصال المعلومة للمستهلكين إلخ إلخ

واليوم وبعد انتشار كاسح لفيسبوك وتويتر فى المجتمع المصرى وخاصة فى اوساط الشباب، اندهشت من استطاعة البعض تحويل الـ"ولا حاجة" إلى عمل يمتهنه ويتكسب منه وينشر ايضا مهنة الـ"ولا حاجة" فى قائمة المهن الجديدة فى السوق المصرى، أهم ما يميز هذه المهن هى "Influential" و"Motivational Speaker".. الأولى تعنى المؤثر والثانية تعنى المتحدث المحفز.

هاتان الكلمتان لم يظهرا فى اعتقادى مؤخرا، بل هما موجودتان منذ قديم الأزل، فعندما يقرر الملك الدخول فى حروب فى العصور القديمة كانت العادة تجرى ان يجمع الجيش وافراد العامة ويلقى خطبة طويلة مؤثرة ومحفزة ومؤججة لمشاعر الافراد لحثهم على القتال وعلى اهمية المعركة.. ثم تطورت واصبحنا اليوم نرى خطبا عريضة مؤثرة لستيف جوبز مثلا أو مارك زكربرج وهو يتحدث عن أهمية التواصل واهمية بدء اول خطوة فى حياتك العملية كما فعل هو واصبح من اهم البشر فى العالم..

وعندما قرر كل هؤلاء العظماء الذين نسمع خطبهم دائما فى اوقات الإحباط والإرتباك النفسى والذهنى ان يمتلكوا الشجاعة الكافية للوقوف امام الملايين او الآلاف والإمساك بالميكروفون للتحدث وتحفيز من امامهم، كانت لديهم كل الأسباب والمبررات لهذا الفعل، فهو نجح وفى سبيل الوصول لهذا النجاح تخطى صعوبات وقابل تحديات وتحلى بالصبر إلخ..

اتمنى ان يتسع صدرك للدخول على فيسبوك او تويتر وقراءة كم الحسابات التى يطلق اصحابها على انفسهم "Influential" او "Motivational Speaker".. ينبهر بهم الآلاف ايضا ويتابعونهم ويتأثرون بحديثهم، لكن السؤال الحقيقى هنا: ماذا قدم هؤلاء للمجتمع او ماذا قدم هؤلاء فى المطلق حتى تتملكهم الشجاعة بهذه البساطة ليقوموا بتعريف انفسهم كأشخاص مؤثرين او محفزين؟ أين الأساس والقاعدة التى بنى عليها هؤلاء لتعريف انفسهم بهذه المسميات؟ من هم ليتحدثوا فى أكثر من حدث إجتماعى وثقافى للتأثير فى الشباب وشحنهم بالطاقة الإيجابية اللازمة؟

المشكلة ليست فى النقطة السابقة فحسب، المشكلة الحقيقية تكمن فى انهم "مصدقين نفسهم"! ومصدقين ان هذه التأثير والتحفيز مهنة! ولا يدركون انها جزء او توابع تأتى مع مهنة حقيقية تفيد البشر والناس والمجتمع!
اتمنى عندما تصل هذه الكلمات لكل فرد منهم ان يخرجوا حاسباتهم وهواتفهم المحمولة ويبحثوا فى جوجل عن الاشخاص الذين قدموا خدمة حقيقية للعالم اجمع مثل السيد فينت سيرف الذى تشرفت بعمل حوار معه فى هذا العدد.. ماذا قدم هذا الـ"موتفيشنال سبيكر" للعالم مقارنة بهذا الشخص؟ وماذا قدمت يا "انفلوينشال" مقارنة بمارك زكربرج؟

اخشى ان يتغير درس اللغة العربية الذى ذكرته بعد عشر سنوات او خمسة عشر سنة ليتحول إلى أبى انفلوينشال وأمى موتيفشنال سبيكر!

Tuesday, February 17, 2015

بلد الفامبيّرز والزومبيز

"هو إحنا كفار؟" قال هذا التساؤل المبكى المحزن شاب من جمهور نادى الزمالك يبكى بحرقة بعد ان رأى زملائه يختنقون ويتدافعون من حوله ويتساقطون بسبب الغاز المسيل للدموع الذى اطلقته الشرطة وبسبب الزحام والتدافع والقفص الحديدى.. تساؤل هذا الشاب فى الفيديو الذى نشرته جريدة المصرى اليوم على موقعها الإلكترونى أخذ يرن فى أذنى ليلا ونهارا بعد تلك المذبحة التى شهدناها جميعا.

هذا التساؤل هو ما يشغلنى حقا.. هو إحنا كفار؟

كنت قررت وعاهدت نفسي منذ مذبحة بورسعيد فى فبراير 2012 ألا اهتم بما يحدث فى هذا البلد على الإطلاق فما رأيته من بجاحة ونطاعة وقلة إهتمام ومحاولات للردم على المسألة جعلنى اتأكد من أننى أعيش حاليا فى بلد تحولت لفيلم من أفلام هوليوود الخيالية المليئة بالفامبيرز والزومبيز الذين يعشقون الدم وهم أصلا معندهمش دم.. بلد كل فريق فيها قرر ان سعادته وراحته النفسية ورضاه عن نفسه يتمحور حول دماء من يعاديه ومن يخالفه الرأى او الظن او الفكر.. والحقيقة اننا أمام تنظيم كامل من الزومبيز والفامبيرز.. هناك القادة والمتحكمين فى التنظيم وهم السادة الجالسون خلف الشاشات الذين يتحكمون فعليا فى الرأى العام والذى تقدر حجم مشاهداتهم بالملايين.. كل منهم قرر ان الشرب من الدماء هو الحل، وأن تعطيش الرأى العام للدماء هو الوضع الطبيعى ومع مرور اربعة سنوات كاملة من الأحداث المؤسفة ظل هذا التنظيم مستمرا فى كل حادثة او مذبحة او مأساة يموت فيها شخص او مجموعة من الأشخاص فى تعطيش المتفرجين والمشاهدين للمزيد من الدماء ومزيد من الضحايا.. شاركهم فى هذا التنظيم الكبير ايضا المسئولين والمتحكمين فى مجريات الأحداث فى هذا البلد بكل أفكارهم وأنواعهم وأشكالهم وإختلافاتهم، بداية من الإخوان الذين قتلوا المئات سابقا ويفجرون حاليا، مرورا بالثوار الذى اصبح الادرينالين الثورى هو المتحكم فى أفكارهم مما جعلهم يعرضون حياة المئات منهم على مرور الاربعة سنوات للخطر من خلال تحميس العديد للنزول فى معارك واهية تنتهي كل مرة وبنفس الغباء بضحايا جديدة، وصولا للسادة عشاق الشرطة المصرية العنيفة وعشاق أيا كان من يحكم فهم مع الأقوى ومع الشرطة قلبا وقالبا.. هؤلاء جميعا هم قادة التنظيم الكبير للفامبيرز والزومبيز فى مصر والذين يعملون يوميا على زيادة عدد اتباعهم..

ظل هؤلاء على هذا المنوال والطريقة فى كل حدث وموقف، يطلقون تصريحات نارية القصد منها هو إحداث خلل فى المشاعر والأحاسيس وإحداث حالة لهم من التعطش لرؤية المزيد من الدماء والضحايا وتعليمهم أيضا بعضا من الطقوس المريبة الخاصة بهم مثل الرقص على جثثهم والإحساس بالزهو والفخر والإنتصار لرؤية الطرف الآخر يتألم ويموت!

لم أدرك مدى خطورة هذا التنظيم ونجاحه على أرض الواقع إلا مع مذبحة استاد الدفاع الجوى التى حدثت الأسبوع الماضى، لم أدرك مدى كبر وإنتصار هذا التنظيم إلا برؤية البعض من المعارف والأصدقاء على شبكات التواصل الإجتماعى وهم يتعاملون مع الوضع المؤسف والضحايا كما لو أنه إنتصار سواء لهيبة الدولة او للقانون كما ادعى البعض، فوجئت بتحول العديد من المعارف والأصدقاء ايضا إلى زومبيز وفامبيرز.. لم يهتم أيا منهم بالضحايا او بمن نجى جسديا ولكنه مات نفسيا مما شاهده هناك.. لم يهتموا البتة، بل صفقوا وتناسوا ومنهم من تبقى جزء صغير جدًا على وشك التآكل من آدميته فقرر ان يقول "محدش عارف الحق فين!".. فعلًا؟ ولما محدش عارف الخير فين أومال عقل حضرتك فين عشان يبحث ويدوّر عن الحق؟ مهزلة!

لا يدرك هؤلاء ان لم يمت شباب فقط، بل مع كل شاب منهم ماتت عائلات وأصدقاء ومعارف.. مع كل شاب ماتت أحلام وآمال وطموحات وحبيبة وموهبة وفكر وهواية..

اصبحت حرفيا خائفة من الجميع مثل ما يحدث للبطلة فى أفلام الزومبيز والفامبيرز، فالكل حولى يتحول تدريجيا لزومبى او فامبير متعطش للدماء، كل الأطراف.. غياب العدل والحق والمحاسبة يقودنى فعليا للجنون والإنهيار.. أصبحت خائفة من أن يمتد هذا التنظيم لى انا شخصيا وأحاول جاهدة الحفاظ على إنسانيتى وآدميتى وألا اضحك او افرح او اسعد لسقوط وموت أى شخص من أى طرف على الإطلاق.. الوضع مؤسف ومرعب وحزين!