Tuesday, May 28, 2013

إلى اصحاب النور المقطوع


تحية طيبة وبعد؛

بكتب لكم الرسالة دى عشان اقولكم ان النور ماقطعش عندى ولا مرة. ايوة ولا مرة من ساعة ما بدأت ازمة إنقطاع التيار الكهربائى الشهيرة. لم اعانى من مسألة النور مقطوع اللهم إلا مرة.. كنت رايحة اقعد على القهوة ولقيت النور هناك مقطوع فأخدت بعضى ومشيت.

الحياة بكهرباء ونور وتكيف وشاحن موبايل حلوة اوى.. عندى إمتحانات زى بلايين من الشباب وقاعدة منورة نجفة السفرة الكبيرة صاحبة عدد 4 لمبات اصفر متوهج وبذاكر عادى، حتى وانا بكتب لكم الرسالة الجميلة دى قاعدة وقدامى اللابتوب ومش حاملة هم الـCrtl + S زى اصدقائى اللى فى الشغل وكل اللى كانوا شغالين عليه راح مع اللى راحوا مع اول إنقطاع مفاجئ للنور.

التزمت الصمت على مواقع التواصل الإجتماعى من فيسبوك وتويتر والذى منه عشان ماتحسدش فى وسط كل الشكاوى والصويت والصريخ واللطم اللى شغالين فيه بقالكم كام يوم بسبب ان النور عندكم مقطوع. لا عارفين تناموا ولا تنزلوا. إمبارح خالتى رجعت من الشغل غيرت هدومها هى وبنتها ونزلت بأقصى سرعة إلى الشارع مهرولة إلى اى كافيه عشان لو النور عندها قطع مش هتعرف تنزل لأنها تقطن بالدور العاشر وأنا فضلت فى بيتنا معززة مكرمة لا أبالى. بس انا عملت نفسى متعاطفة وقلتلها معلش.. اهى فرصة تخرجى وتستمعتى بوقتك.

بس انا تمتلكتنى الشجاعة وكتبت جهرا فى ستاتوس وتويتة إنى النور عندى ماقطعش، لم اسلم من الدعاء عليا، وإنى أكيد اكيد ساكنة جنب ابو المصريين فى التجمع او قاعدة فى كافيه عند الإتحادية، وده كله عبارة عن كذب وإفتراء من بعض المواطنين اللى نفوسهم ضعيفة ومش بيحمدوا ربنا على ما إبتلاهم. تيتا قالتلى وهى قاعدة فى المطبخ بتعمللى محشى ورق عنب فى ضوء المطبخ العالى.. العالى اوى، إنى مقولش الحاجات دى على النت ولا لحد عشان هانتنظر، ونصحتنى انى وأنا قاعدة فى البيت احاول منورش نور كتير عشان اراعى شعور الناس اللى فى العمارات اللى قدامنا. حاشا لله.. نحن لا نستخدم الجينيريتور ولا لينا فى الكلام ده.

ناس كتير قالتلى ان اكيد بنعمل خير كتير عشان كده النور عندنا بخيره..

بمنطقة سموحة بالأسكندرية وقع المصعد الخاص بعمارة كبيرة فى شارع فوزى معاذ بسبب الإنقطاع المتكرر للكهرباء.. وقع الاسانسير والعمارة إنفجرت تقريبا وجت المطافى تنزل الناس من الأدوار العالية على السلم. وأنا ثابتة كجبل لا يهزه ريح ولا هاممنى وبتفرج على الصور على الإنترنت وحاطة فيشة اللابتوب فى الكهرباء.

الشيخ على قناة الحافظ استنكر الشكوى من إنقطاع الكهرباء مبررا "يعنى هو القبر اللى فيه نور؟!" عنده حق الصراحة.. بس ده معناه إنى لازم اخاف على نفسى وأخرتى عشان انا اعيش الآن فى نعيم الكهرباء الدنيوى.. القبر مافيهوش نور وانا عندى نور.. أنا حزينة حقيقى.

الإخوان اصدروا بيان ان اللى النور بيقطع عندهم كتير ده يبقى ربنا وبعده مرسى وبعده هشام قنديل راضيين عنه.. النور لما يقطع هتطلع السلم وده هيخليك تخس دون الحاجة لشاى دكتور مينج ولا الحزام الهزاز.. غير ان النور لما يقطع مش هتعرف تتفرج على التلفزيون والإعلاميين اللى بيجبولك كل الأخبار غلط فضغطك يرتفع ومرارتك تتفقع.. الحكومة بتحبك، بتحبك اوى! إنت فى نعمة أنا مش حاسة بيها.. كفاية ان قوة حاسة البصر عندك بتقوى – على حد قول بيان جماعة الإخوان المسلمين-  وأنا تعيسة عايشة على ضوء الكهرباء مش هحظى بفرصة انى اعرف اشوف كويس فى الضلمة..

قلبى مش عندكم خالص.. تسلحوا بالشموع الصينية لإنها بتقعد مدة أكبر، حاولوا تثبتوها بطريقة التنقيط ثلاث قطرات على الطرابيزة اللى هتحطوها عليها عشان ماتتهزش ويحصل زى ما حصل فى الست اللى ساكنة فى الإبراهيمية والشمعة وقعت وولعتلها فى البيت كله.. بس نرجع ونقول ونؤكد إن دى غلطتها.. نسيت تنقط وتثبت الشمعة تبقى مشكلتها مش مشكلتنا إطلاقا.

وإلى كل المواطنين اللى النور عندهم مقطعش ولا مرة.. إنت فاكر انا وإنت بس اللى كده؟ إحنا كتير.. ماتخجلش وواجه الناس بالحقيقة، إرفع راسك فوق وقول بصوت عالى.. "أنا عندى نور!"

Tuesday, May 21, 2013

فى ذكرى وداع سائقى التاكسى

هذا المقال لما يتنشر هايكون بتاريخ 21 مايو 2013، يعنى هايكون عدى عليا 13 يوم بالتمام والكمال وانا رسميا من ذوى السيارات، بقى عندى عربية اخيرا بعد معاناة لمدة سنة وشهرين وانا فتاة عاملة تذهب من محلها الكائن بصلاح سالم إلى مقر عملها الكائن بميدان لبنان بواسطة التاكسيات الأبيض فى اسود الجديدة صاحبة العداد والفرش الجديد اللى ملحقش يُستهلك والتكيف فى حر صيف القاهرة القاتل.

والحمد لله بما إن ربنا تاب عليا خلاص، حبيت اذكر بعض نماذج من ذكرياتى مع سائقى التاكسى فى القاهرة والأسكندرية اللى اثروا فيا وغيرونى واحب اهديلهم المقال ده؛

سائق التاكسى المتمثل فى شاب وِروِر صغير مرجع الكرسى لورا خالص ومشغل الأغانى بصوت عالى جدا، 
وبيعمل حركات متهورة جدا تخليك تلعن عمر مجايفر واحمد السقا لتسببهم فى التأثير على سواقته للدرجة دى.. الحقيقة أنا بشكرك انك لما كنت بتلاقى تليفونى بيرن بتوطى الصوت لحد ما اخلص.. واللى مكنش بيوطى الصوت غير لما استسمح سيادته المبجلة، آسفة لتعكير مزاج حضرتك.. تليفونات مش مقصودة تماما والله، هما اللى بيتكلموا فى وقت مش مناسب أنا عارفة.

لم ولن انسى، سائقى التاكسى الخبثاء؛ اللى لما لقونى معرفش القاهرة اوى، كانوا كل ما اقولهم "ميدان لبنان؟" يقولولى اتفضلى وفجأة بقدرة قادر الاقى نفسى عند حديقة حيوانات الجيزة، ودعنا لا ننسى ذكر الأستاذ شريف الألفى، مديرى، اللى كل يوم كان يصحى على تليفون منى فى اول اسبوع شغل بقوله فيه إنى تايهة وكل يوم على مدار اول اسبوع يشرح للتاكسى فين ميدان لبنان، وحتى الآن بنحاول نعرف انا وهو إيه العلاقة بينى وبين حديقة الحيوان اللى سائقى التاكسى كل مرة بيودونى عندها.

سائق التاكسى اللى هو شاب صغير برضه، وبيحاول يقنعنى طول الطريق ان العربية دى بتاعته، مش شغال عليها، ومركب لها جنوط وموتور غير الموتور وإنه خريج كلية كبيرة اوى اوى وعنده عربيتين ملاكى بس لقى نفسه زهقان وحابب يجرب حاجة جديدة فقال اشتغل سواق تاكسى وخلاص، بس للأمانة كان بيقوللى "خلّى" وبيصر عليها وبياخد الفلوس وهو ممتعض ومكسوف.

عايزة اتأسف لسواق التاكسى اللى رجّعت فى عربيته، بس ده كان فى إسكندرية، كان رد فعلك اكتر رد فعل كوميدى شفته فى حياتى.. جملة "إيه القرف ده يا آنسة" وإنت بتبصلى فى المراية كانت ومازالت من افضل المشاهد الكوميدية اللى لسة بضحك عليها لما افتكرها.

 اما بقى سائقى التاكسى المدّعين، أصحاب مقولة "التكيف البايظ والعداد البايظ ومعيش فكة ومعيش اى حاجة إنتى محتاجاها"، التكيف والعداد كانوا شغالين على فكرة وانا متأكده، دعيت عليكم كتير.. اوى! خاصة لما كنتوا بتقولولى "إدفعى اللى تقولى عليه" ولما ادفع اللى اقول عليه بتقوللى "إيه ده يا أستاذه؟" طب ما كنت تتنيل تقول من الأول عايز كام!

سائقى التاكسى اللى نمرهم مالية "الكونتاكتس" عندى فى الموبايل، ومفيش ولا مرة كلمت حد فيكم وقلتله ييجى يرجعنى تانى من مكان ما وصلنى، بس ده مكنش بيمنع خالص زنكم عليا عشان ارد عليكم، اوعدكم هنفضل صحاب وعمرى ما هنساكم، كفاية إنكم كنتوا مهتمين بيا.

تحية لا يجب ان انساها ايضا، لسائق التاكسى اللى انقذ حياتى لما دكتور ياسر ايوب كلمنى وانا فى طريقى للشغل وقالى انى لازم اكلم شخص فى سفارة اسبانيا ضرورى عشان اروح اخد الباسبور بتاعى و السكة كانت زحمة ومكنش معايا كريديت وطلبت من السواق تليفونه لمدة دقيقة اكلم الراجل.. مع إنك سألتنى الأول "النمرة 010 ولا 012 يا استاذة" بس ده مايمنعش إنك انقذتنى؛ متشكرين يا ذوق.

فى النهاية، عايزة اشكر نفسى، إنى استحملت اللك والكلام فى السياسة غصب عنى وجملة "معايا يا استاذة؟" الكريهة اللى بتخلينى اركز مع كلامك بالعافية والأغانى العالية وقت ما كان بيبقى عندى صداع ومحتاجة هدوء، وانى استحملت اشوف كذبكم طول الفترة اللى فاتت وكنت بعديها بمزاجى عشان المشوار يخلص. تخلصت من لعنتكم مؤقتا؛ لحد ما العربية تبوظ او اعمل حادثة او اكسل اسوق.

*ملحوظة: نشر فى العدد الـ18 من مجلة 7 ايام.

Wednesday, May 15, 2013

يا مسهرنى

يا ناسينى.. وإنت على بالى
وخيالك ما فارق عينى.
ريحنى واعطف على حالى
وارحمنى من كتر ظنونى..

كتب تلك الكلمات على ورقة وظل ينظر إليها من شباكه الذى ينعم برؤياها اكثر مما تنعم عيناه بها.. لم يكن عنده اى مانع ان يظل واقفا فى ملاذه الوحيد فقط ناظرا إليها وهى تتخفى من وراء مربعات الارابيسك لا يظهر منها إلا منحنياتها التى اصبحت مساره المقرب إلى قلبه، هل تحبه كما احبها دوما من النظرة الأولى؟ بلا شك تحبنى! أومال دايما وقفالى مستنيانى ليه؟

تذكر المرة الأولى التى لمح خيالها من وراء شباكها وهو فى طريقه المعتاد إلى بيته.. وأعجب بخجلها المتوارى خلف طرحتها الملونة ولكنه لم يعرها إنتباها، فملل الطريق المكرر إلى حى السيدة زينب الذى يقطن به كان اقوى من تلك النظرات التى تحدق به من خلف اسوار المشربية.

لا عينى بيهواها النوم..
ولا يخطر على بالك يوم
تسأل عنى.. يااا، يا مسهرنى..

تكررت الأيام وظلت هى.. كما هى دائما، خجولة تتوارى خلف الإيشارب وتنظر من داخل غرفتها إليه.. او إلى طريقه، وربما ليس إليه على الإطلاق، ولكنها كانت بالنسبة إليه مونسته فى طريق سئم السير فيه. ظل يسلك طريقه المعتاد من البيت للمشوار ومن المشوار للبيت.. ولكن فى كل مرة كانت نظرته لمشربيتها تطول، فهو اصبح يشعر كما لو أنها ملاكه الحارس الذى يحمى ويمتع طريقه وكأن الله شعر بملله وبفراغ قلبه فبعث بها لتملأ حياته وتشغل وقته..

تملكته النظرات فلم يعد يكتفى بتلك الدقائق التى يمر منها من تحت شباكها، فجعل القهوة المقابلة لها بيته الثانى، ينظر للجريدة تارة وإلى نظراتها تارة.. وقوفها كل تلك المدة دون كلل وملل كان له الأثر الأكبر فى تعلقه بها..

سهرت افكارى وياك..
والصبر ده مش بإيديا
والشوق واخدنى لبحر هواك
واقول لروحى وانا ذنبى إيه
يقول لى قلبى حلمك عليه

كبر حبه مع الأيام، وزاد شوقه لها مع النظرات الصامتة التى اخترقت قلبه، جلس يوما على مقعده الذى حجزه بإسمه الأقرب ما يكون لشباكها فلم يجدها، كانت تلك هى المرة التى شعر فيها فعلا بمعنى الحب.. والإشتياق لشخص اعتادت عيناك على رؤيته، ظل قابعا مكانه لا يتحرك.. لعلها تظهر.. ومر الوقت ولم تطل من شباكها.. تعبانة؟ عيانة؟ بطلت تحبنى؟ هى مش عارفة إنى بستناها كل يوم؟ زهقت منى؟ تساؤلات دارت فى مخيلته ولم يجد لها إجابة..

لم يذق طعم النوم تلك الليلة، خوفه من ضياع حبيبته منه تملك كل افكاره وسيطر على كل محاولات إغلاق عينيه والإستسلام للنوم..

كان اول من فتح القهوة مع الصبى، وجلس ينظر لجريدته كالعادة وعقله يقرأ الحروف ولا يفهمها املا منه ان يمر الوقت.. ساعة؟ ساعتين؟ نظرة خاطفة على المشربية فرآها.. اشتاق لظلها، لمنحنياتها، لطرحتها التى تتباهى كل يوم لتأسره بلون مختلف..

تعالى لى اوام..
ده انا عندى كلام بدى اقولهولك
وفى قلبى غرام.. وفى قلبى غرام اوصفهولك
ونعيش ايام ولا فى الأحلام...

اخذ يحدق بها منتعشا ويداه تمسك بقلمه لتخط حروف وكلمات لم يعرف انه قد يشعر بها يوما ما، ولكن اى كلمات قد تترجم توهان مشاعر قلبه؟

توقف قلمه وتسارعت نبضات قلبه وهو يرى شباك مشربيتها تفتح لأول مرة.. اعيناها ستكون بجمال ذوقها؟ بحنية نظراتها؟ الم تطق الإنتظار مثله؟

فُتح الشباك.. ليرى حبيبته تتحرك وتتمايل وتنزع طرحتها.. لتظهر له ويكتشف،

أنها قُلة!
لم يكن يعرف الشاعر احمد رامى ان كل كلمة حب وشوق كتبها من أغنية يا مسهرنى ستكون غزلا وإستمالة فى قلة!
كل قعدة قهوة.. كل بُق شاى، كل مرة عديت فيها وبصيت فوق..
كانت لقُلة؟
 يعنى مكانتش مستنيانى؟ كانت مستنية.. تتسقع؟
ترددت كلمة "قُلة" فى عقله كثيرا كلما نظر من الشباك او مر من تحت المشربية..

لكن ببساطة، ماهتمش! مجراش حاجة، راح لأم كلثوم قالها "بقولك إيه، خُدى عندك دى"؛

يا ناسينى وإنت على بالى..
وخيالك، ما فارق عينى
ارحمنى من كتر ظنونى..

*نشر هذا المقال فى العدد الـ17 من مجلة 7 أيام.

Monday, May 6, 2013

ديكتاتورية الجماهير!

قرأت مرة – وأعذرونى إن كنت كل مرة اتحدث من خلال كتاب او قصة قرأتها فما فى سنواتى خبرات إلا من خلال الكتب- ان الفنانة شهيرة كانت تؤدى دورا على المسرح فقاطعها الجمهور اكثر من مرة فشتمتهم وانسحبت من على خشبة المسرح.. اليوم التالى لم تهدأ الجرائد واقلام الصحفيين قامت ماقعدتش، واتهموها بالغرور ونكران جميل جمهور صنعها كفنانة. فى تلك الحادثة لم يكن هناك اصوات من العقلاء اللهم إلا قليلين منهم الناقد السينمائى الراحل سامى السلامونى الذى قال "من حق اصغر كومبارس ان يصغى إليه الناس ويحترموه، لكن هذا الجمهور المتوحش الذى يعتقد انه اشترى كل شئ بفلوسه يستحق ما فعلته شهيرة!"

ولم تكن تلك الواقعة الوحيدة التى احتد فيها مؤدى او مغنى او ممثل على جمهوره، فنحن نذكر جميعا واقعة غضب العندليب عبد الحليم حافظ من شخص فى القاعة اخذ يصفر ويطلب من عبد الحليم ان يغنى بدلا منه إثناء غناءه قارئة الفنجان. وهو ايضا ما جعل الصحف تنتفض وكأن لم يكن من حق عبد الحليم ان يغضب أو يحتد على مضايقات صبيانية من شخص رزل.

اعتاد الجمهور عامة ان يصنع من نجومه المفضلين ملائكة فى خيالهم، فلم يصدق احد فى تلك الواقعتين ان عبد الحليم يزعق او يشخط او يتنرفز ولا شهيرة تشتم.. إزاى؟ ده أنا لولا إنى بتفرج عليها مكنتش شافت المسرح ده ولا السينما..

وحتى بعيدا عن عالم الغناء او التمثيل، فيه جملة مستفزة جدا على الأقل بالنسبة لى يرددها مشجعى الفرق الكروية الكبيرة مثل الأهلى والزمالك وهى "نحن من نصنع النجوم ولأجلنا تلعب كرة القدم".. احترم حب الجمهور لفريقه جدا وعلى عينى وراسى، لكن مش صح إن هو اللى بيصنع نجومه.. الموهبة هى من تصنع النجوم والموهبة هى اللى بتخليك تتفرج عليه.

ممكن تختلف معايا عادى جدا وتقولى ان الجمهور هو من يصنع الممثل والمغنى ولاعب كرة القدم، لكن الفكرة ان المعادلة صعبة ان نشيل منها طرف من أطرافها الا وهما الجمهور والمؤدى.. الإتنين مع بعض بيكملوا المعادلة اللى فى الآخر بينتج عنها فيلم حلو، مسلسل جذاب بأحداثه، ماتش حلو قاعد مستمتع بيه.

لكن اللى ماينفعش حد يقبل ان نختلف عليه، ان محدش بيشترى حد بفلوسه، ومحدش بيضرب الجمهور على إيده عشان يدفع فلوس ويشترى تذكرة سينما او يقعد وقدامه اللب والسودانى يتفرج على سعد إدى مين فين، أكيد أنا كممثل هبقى مبسوط بتقدير جمهورى ليا اللى بيقتسم من وقته جزء يتفرج فيه عليا.. لكن أنا اللى بمتعه! موهبتى اللى بتخليه عايز يكمل الفيلم وتفضل إفيهاتى على لسانه لفترة كبيرة من الوقت.

وحتى لا ننسى، تذكر معى كم الأفلام التى حققت إيرادات رهيبة، وهى فى الآخر فاضية، ولا أعنى بذلك الدخول فى تصنيف "الفن الهادف" لإنى مش بعترف بالمسمى ده.. لكن فيه فرق برضه! اعدلك كام فيلم هابط بمعنى هابط ومافيهوش قصة ولا سيناريو ولا حوار ومافيهوش اى ابداع والجمهور هو اللى نجحه؟ وفى المقابل عد معايا كام فيلم مخدش حقه فى الإيرادات والمشاهدة السينمائية لكن لما اتعرض فى التلفزيون حقق نسب مشاهدة عالية جدا!

يعنى مثلا، خلينا نتخيل ان ممثلى السينما والتلفزيون والمسرح والمغنين ولاعبية الكرة اضربوا عن العمل، خلاص شكرا شطبنا مش هنشتغل.. تخيل حياتك! تخيل نفسك قاعد قدام هالله هالله بيحلل فى ماتش من سنة 60 حفظته.. تخيل نفسك قاعد قدام نشرات التلفزيون المملة مابتسمعش ومابتتفرجش غير على اخبار، إفيهات قديمة من افلام قديمة حفظتها وشفتها بدل المرة الف..

من أبسط القواعد الإحترام ان تصغى لشخص يتحدث معك، فما بالك بشخص يمتعك؟

لا اتجنى على الجمهور، على عينى وراسى برضه.. لكن جنون العظمة اللى بقى مسيطر على معظم الناس اصبح مخيف! وإحتكار شخص ما لمجرد إنك معاك شوية فلوس هى اللى بتنجحه بقى بيدمر شوية شوية اى إحساس بموهبة وإحساسك بشخص بيبذل مجهود فى حاجة بيحبها وحاجة موهوب فيها وكمان بيمتعك بيها وبيفرحك..
 
عفوا عزيزى الجمهور.. لست من تصنع النجوم ولا النجاح ولست مقياسا حقيقيا، ولو على الفلوس.. إشتريلك بيها مكنة صينى إلعب بيها فى صلاح سالم بعد الساعة 12 احسن!

ملحوظة: نُشر فى العدد الـ16 لمجلة 7 أيام.