Wednesday, April 3, 2013

سوسيّو باييس!

نشر هذا المقال فى العدد 11 من مجلة 7 أيام
 
أكتب هذا المقال فى الليلة الثالثة لى فى برشلونة.. أكتبها وأنا لا أبالى بما يحدث حاليا فى مصر، لا أكترث، أفتح حسابى على فيسبوك لنشر بعض صورى التى التقطها فى أسبانيا ولا أهتم بالأحداث التى تجرى فى بلدى. لمجت حاجات حصلت.. نائب عام معرفش ماله وماهتمتش اعرف القصة ومين ضرب مين ومين أٌعُتقل فين.. هى هى نفس الأخبار.

هى هى نفس الأخبار ونفس الحوادث ونفس الموت.. والراجل العجوز الأسبانى اللى بتفرج عليه الصبح من البلكونة بقى بيزود لفة بالعجلة كل يوم.. اليوم الاول كانوا لفتين إمبارح كانوا 3 لفات وإنهاردة اربعة.. صقفتله الصراحة، على الأقل بيعمل إنجاز.. فيه تطور.

إتعرفت على مجموعة مختلفة من الناس، 2 من ألمانيا وواحد من الدنمارك وإتنين من بولندا، حاجة زى جامعة الدول الأوروبية كده. فرحوا جدا لما عرفوا إنى من مصر. قعدوا يكلمونى عن اللى بيحصل وأنا بسمع مش بتكلم وأوقات كتير مش ببقى سامعاهم اصلا لما بييجوا يتكلموا عن مصر. مانتبهتش غير وهما بيسألونى "الدنيا أمان فى مصر دلوقتى لو حابين نروح؟".. بصتلهم كده وبعدين بصيت قدامى وشربت بُق من اللى كنت بشربه وإبتسمت وبصتلهم تانى بكل ثقة و قلتلهم "لأ.. ماتجوش".

الحقيقة إنهم إتفاجئوا بردى.. واحد منهم قعد يضحك وإفتكرنى بهزر وقاللى "نو! ريللى.. كااام اووون". ضحكت أنا كمان عشان اعيّشه اللحظة وبصتله تانى قلتله "أنا بتكلم بجد على فكرة". سكت وانا كمان سكت وغيرت الموضوع.

انا كده بدمر السياحة؟
 يمكن.

كنت أتسكع كالعادة فى لا رامبلس.. شارع كبير فى الداون تاون فى برشلونة.. أنا الوحيدة اللى لما بلاقى شاب ورايا او ماشى جنبى بسّرع خطوتى. بقى عندى تحرشوفوبيا.

كنت اتكلم كثيرا فى الماضى عن الفرق بيننا وبين الدول المتقدمة لكنى لم اكن قد خرجت خارج مصر. تلك هى رحلتى الأولى خارج الفُقعة التى اعيش فيها. كنت اتكلم عن الإختلاف الذى طالما قرأت عنه فى الكتب ورأيته فى الأفلام. لكنى لم ألمسه وأحسه إلا الآن.

دائما كنت استغرب واتهجن اصدقائى الذين قرروا السفر والهجرة للخارج. كنت دائما اقول لنفسى "هو فيه زى مصر؟" ده أنا حتى قُمت صقفت والوطنية دبت فيا فى اخر فيلم عسل اسود بتاع أحمد حلمى وفيها حاجة حلوة وبتاع. لكن بعد ان زيارتى هنا، قررت ان اطبطب على كل شخص قرر الهجرة. كل شخص زهق وطهق من البلد واللى فيها. مُقدرة موقفهم ومُقدرة اليوم فقط إختيارهم وقرارهم بترك مصر.

فقط وطنى هو ما اشعر فيه بالأمان، وطنى هو من أستطيع ان أمشى بحرية واتحدث بحرية وابتسم بحرية واغنى بصوت عالى بحرية كما أفعل الآن هنا.

لا استطيع الكذب وإدعاء إشتياقى لمصر. ولم أستطع الكذب وتشجيع الناس على الذهاب لمصر.

أصبحتِ بلد لا تُطاق بناسك بمرسيكى بحازم بالجرين كارد بتاعه بسلطاتك بكله.

كل ما أفتقده فيكِ هو عائلتى.. أصدقائى.. ملوخية تيتا وأكلها الحلو.. والشطافة.

أهناك شئ أقهر من ان يكون سبب لرجوعى لبلدى هو شطافة؟

تستحضرنى الآن اقوال نجيب سرور المشهورة عن مصر.. ولكنى لن استطيع ان اسردها هنا، آملا فى أن يُنشر هذا المقال.

*ملحوظة: إفتح جوجل ترانزليت وترجم من أسبانى لإنجليزى عنوان المقال "Sucio Pais"!

2 comments:

  1. الفكرة سليمة...مجتمعنا فعﻻ منفر. بس أنا لما بفكر فالموضوع ده دايما بحس ان زي ما في وقت الواحد بيحس باستحالة الحياة هنا و انه ﻻزم يهج هييجي وقت بعده ينسى الكﻻم ده و يشتاق للمخروبة...دي معضلتي. يمكن ﻻزم نعيش هنا بس نسافر كتير

    ReplyDelete