Tuesday, April 23, 2013

ماتيجوا نهوهو؟


ايوه.. نهوّهوّ، زى الكلاب.. مش عارفة ليه إحساسى بيقولى إنك حسيت بإهانة مع اول اربع كلمات، لكن "نو أوفنس".. خالص، إنتظر السطور القادمة لتفهم.

بدأت الحكاية عندما كنت صغيرة جدا فى السن، كنت امشى مع والدتى متجهين للمنزل فرأيت جارنا السمين اللعين الذى كنت اكرهه ومعه كلب لولو ابيض اللون، جاء الكلب إلىّ وأخذ يتشممنى ويهز ذيله الأبيض فى سعادة.. وجدت والدتى تهمس لى قائلة "بُصى بيحبك إزاى!.. إلعبى معاه"، ولم يمر ساعتان إلا وأصبح الكلب كلبى.. كلبى بمعنى كلبى، فقد قررت دموعى التى انهمرت مع نية والدتى بضرورة رجوعنا للمنزل ان تضغط عليها وتشتريه لى.. وقد كان، وعاشت "لاسى" -وهو الإسم المينستريم لكلبة فى ذلك الوقت – سعيدة، كانت حساسة اوى وبتفهم وبتحس بيا وانا مضايقة ومش طايقة نفسى وكانت دى اول علاقتى القريبة الملموسة مع الكلاب عامة.. اذكر دموع لاسى عندما قررت والدتى طردها من المنزل عندما "فكّت" زنقتها على سجادتنا القيمة.

لم أحصل على كلب آخر بعد لاسى، ربما لعمق شعورى نحوها حتى الآن، ومرت الأيام فى هدوء.. إلا ان من كام يوم قرر اقرب اصدقائى شراء كلب، سعدت جدا، ثم جاء لى وقال انه قرر ان يسمى الكلبة التى سوف يقتنيها بالإسم الذى ينادينى به "ميما"..

وده كان تانى كلب يجيبه بعد ما الكلب الاولانى بتاعه اتسرق ولما راح يعمل محضر لسرقة الكلب الضابط رد عليه وهو بيضحك "إنت فاكر نفسك فى هولندا يا أستاذ؟" إشمعنى هولندا وليه الضابط ضحك وليه الضابط مستهون بالكلب؟ الغريب ان لما لاسى خبطتها عربية ورحنا نعمل محضر ضد الراجل الضابط كان بيضحك برضه!!

 المهم، فى كل مرة ازف خبر تسمية الكلبة على إسمى – وده شئ مفرحنى جدا من ساعة ما عرفته -  على اي حد، لا يقابلنى إلا بضحكة "هاهاها"، هاها على إيه مش فاهمة.. قال لى البعض انها نوعا من الإهانة.. أن يُسمى حيوان بإسم إنسان عاقل، حيث ان الله اصطفانا بالعقل وكده.. فكرنى الموضوع ده بخالتى وفاء التى كانت تبكى مرار فى صغرها لأن كان فيه درس فى كتاب العربى إسمه "وفاء الكلب" وكانت أمى تغيظها بإسم الدرس دائما.. معلش يا فوفى، المقال حكم انى ادعبس فى درج الذكريات.

الحقيقة، إنى نفسى كنت ابقى كلب، والناس كلها تبقى كلاب ولم اجد مبررا لدموع خالتى، كان الموضوع هيبقى اريح وادفأ والطف.. لم ار فى حياتى اوفى من الكلب، ولا انضف من الكلب ولا اطيب من الكلب.. يبقى إيه مشكلتكم مع الكلاب؟

رأيت الكلاب الضالة تحت الشغل بتعمل بيبي ثم تقوم بدفن البى بى فى التراب، هل يقوم احد هؤلاء المعفنون اصحاب المؤخرات المتصدرة للشارع ومواجهون حائط لفك زنقتهم بردم التراب على البى بى بتاعهم بعد ما بيخلصوا؟ لأ مابيحصلش.

الكلب قلبه ابيض عكس ما بقت قلوب معظم الناس سودة، وبعدين لما إنتوا بتضايقوا اوى من الكلاب كده ليه بتشتروهم وتخلوهم يحرسوا اراضيكم وعقاراتكم وممتلكاتكم؟

مفيش غير الكلب بس اللى ممكن يخليك تنام فى اظلم الحتت واكحلها سوادا وإنت مطمئن، لأن فيه حارس أمين قاعد متيقظ ومش هايسمح لحد يقربلك أو يعملك حاجة..

عمرك شفت كلب مرتشى؟ كلب خاين؟ كلب منافق مثلا؟

أنا تقريبا الحقيقة اللى مش عايزة اعترف وأواجه نفسى بيها، إنى لو جبت كلب مش هبقى عايزة اعرف حد تانى بدون مبالغة ومش هبقى عايزة اتعامل مع اشخاص، كلبى وكُتبى ومزيكتى وبلكونتى وكتابتى هعوز إيه تانى؟

كان فيه ست مش فاكرة فين لما ماتت لقوا ان هى كتبت كل ثروتها بإسم كلبها، كل الناس ضحكت برضه، ماعرفش إيه العلاقة بين الضحك والكلاب بالذات.. أنا ضحكت انا كمان بس كنت فاهمة هى عملت كده ليه، لأن الكلاب تستحق والبشر مجرد زومبيز.

فيه حلم دايما بيتكرر معايا وكل الناس برضه بتضحك عليا لما بحكيه، ان انا قاعدة انا وكلب بناكل وبيتكلم معايا عادى بالعربى بس مع الناس التانية بيهوّهوّ عادى.. فيرى ويرد رايت؟

مش يمكن لو جربنا نهوّهوّ أخلاق الكلاب تنضح علينا بطريقة او بأخرى؟

تانى حقيقة انى كنت هبقى مرتاحة ومبسوطة أكتر لو كنتوا كلاب.

4 comments:

  1. في جملة صديق دائماُ يقولها إن الأنسان أصله كلب " مش قرد زي ما العلماء بيقولوا " و دة بيكون عشان ديل الكلب عمره ما يتعدل , لكن إحنا سيبنا كل حاجة حلوة في الكلب و مسكنا في ديله الي هية الحاجة الوحيدة المعوجة فيه . شكلنا كدة عندنا عنصرية تجاه الكلاب !!!!

    ReplyDelete
  2. an awesome blog form an awesome author<you are my main inspirational source like it !

    ReplyDelete
  3. This comment has been removed by the author.

    ReplyDelete
  4. الكلب فعلا فيه كل الصفات الكويسة اللي بتبقي المفروض موجودة في البشر....لكن دلوقتي مشكلة البشر انهم بقوا عبيد المادة بمختلف اشكالها وانواعها ونسوا ان في مشاعر كويسة زي الرحمة والوفاء والصدق والامانة وغيرها كانت موجودة جواهم وهما قتلوها عشان المادة

    ReplyDelete