Tuesday, August 6, 2013

عيش.. حرية.. دكاترة نفسية

إحباط.. إحباط إيفرى وير،

لم اكن انتوى إطلاقا ان اشع كل تلك الطاقة السلبية التى اشعر بها فى هذا المقال ولكن ما باليد حيلة.. اضحك وانكّت إزاى؟

قد يبدو الان الواقع مشرق للبعض، فقد تخلصنا اخيرا من حكم الإخوان المسلمين ومصايبهم والآن هم اقلية معتصمون فى ميدان وإشارة.. لا يفلحوا إلا فى "تصدير" رعاياهم فى الإشتباكات التى لا يقع فيها ضحايا إلا من غُسل مخه لصالح اهداف لا تعنيه من قريب او من بعيد..

اجلس فى سيارتى غير مبالية بزحام كوبرى اكتوبر المعتاد وارى بجانبى مقر الحزب الوطنى المحروق كلية واتذكر مشاهد تلك اليوم التاريخية، لم ينسها احد.. فيوم 28 يناير كان هو المنعطف التاريخى الذى ترتبت عليه العديد والعديد من الأحداث.. انظر إلى ذلك المبنى المحروق وابتسم، إبتسامة مُرة..

اذلف إلى شقتى فى هدوء واجلس فى شرفتى، الملل يقتلنى بعد عدة دقائق معدودة، فأمسك هاتفى المحمول واتفقد الاخبار على تويتر.. افوجئ بـ"منشن" من شخص غريب لا اعرفه من الفولوورز الاعزاء يقولى لى فى لهجة صارمة "ثورة مين يا هانم.. إسمها نكسة 25 يناير".. ابتسم ابتسامة اخرى لا تقل مرارا عن السابقة..

اصبحت الآن نكسة.. حتى المؤيدون لها فى الماضى اصبحوا يلعنونها فى كل وقت.. مش هى اللى جابتلنا القرف اللى إحنا فيه؟          

استرجع مرة اخرى مشهد اخر شهدته فى الاسكندرية وانا فى السيارة مع أهلى نحاول إنقاذ من يمكننا إنقاذه.. واتخيل نفسى وانا اهرول على الشهيد الذى سقط غدرا امام سيارتنا وانا احاول محاولات مستميتى لإفاقته، "قوم يا عم.. والنبى قوم هيتنيلوا يقولوا نكسة.. إنت ماتعرفش اللى حصل؟ مش الإخوان هيمسكوا ويطلعوا %^&$*# اللى خلفونا.. قوم وإمسح الصلصلة اللى على قميصك دى.."

جلسة عائلية سعيدة، يعكر صفوها بعض مشاهد القتل والكر والفر على شاشة التلفزيون، فتنقسم العائلة انقسام رهيب.. كاك كاك كاك، القعدة بقت عبارة عن عشة فراخ وانا لا اسمع إلا ضجيج وكلمة "حماس" فى النص.. اسمع تلك الكلمة وابتسم إبتسامة ثالثة.. آه يانى يا حماس!

افتح لابتوبى فى غرفتى، واشاهد مرة اخرى فيديو لضباط الداخلية وهم يهربون المساجين يوم 28 يناير..  يا حماسى يامّا!
30
 يونيو كنت فى الشارع، فى الإتحادية تحديدا، اليوم المشهود وعّى بشكل لطيف.. ثم يأتى يوم 26 يوليو.. جمعة التفويض، افوّض؟ ما انا فوّضت يوم 30! انزل افوّض ليه؟

تأتى فى مخيلتى احداث مجلس الوزراء والعساكر ينهشون فى جسد ست البنات.. هتافات يسقط حكم العسكر وس 28 الذى لم يأت إلا بالمصائب والآلاف من الشباب المحاطون بأسوار غاشمة.. انظر إلى السماء واتضرع إلى الله "والنبى.. والنبى يارب! خلّى السيسى يطلع برة الليلة كفاية والنعمة كفاية!"

إبتسامة اخرى مُرة وأنا اتناقش وشريف الألفى عن توقعاتنا لمستقبل مصر.. انهى حديثه بجملة "إعتبرينا 24 يناير 2011 خلاص.." ثم افتح تويتر مرة اخرى لأرى تويتات الصحفى محمد الجارحى وهو يحكى عن مخبر ولا ضابط خبّط عليه بيسأله عن بطاقته وعقد إيجار الشقة! ياحول الله.. إحنا لحقنا؟ بجد لحقنا؟ دولة مبارك تعود؟ إلهى يحطوكم فى دولة ويقفلوا عليكم إنتوا ومبارك يا محبى مبارك ونرتاح!

تويتة الشهيد الصحفى الحسينى ابو ضيف تزين حائط فى إشارة روكسى.. اراها وابتسم، اتذكر حمادة المسحول والإشتباكات الضارية فى محيط الإتحادية.. وهتافات مؤيدى مرسى وقتها وتمارينهم الرياضية اللعينة امام القصر هاتفين "قوة عزيمة إيمان.. رجالة مرسى فى كل مكان".. إيمان دى تبقى %^5&؟^&!! استغفر الله العظيم..

الحقيقة ان كل ما يحاط بنا الآن ما هو إلا فلاش باك قديم على جديد على لسه هايحصل.. دم، ودموع، وحزن وغضب وقرف.. سنتين لوز العنب، لم يفلحا إلا فى تعجيزنا.. فقط لا غير.

وانا اجلس الان اكتب ذلك المقال مطالبة بتأسيس جمعية للثوار المجروحين نفسيا، الكلام ده ممكن يدّى على تامر حسنى او مثلا اسامة منير.. بس لأ خالص!

عيش.. حرية.. ودكاترة نفسية؛ بلا عدالة بلا قرف.. أين انتِ يا منال عمر عندما نحتاجك؟
                                                                                                         

1 comment:

  1. بسم الله ماشاء الله قصه حلوه
    بس افهم منها انه حصلك تغير نوعى فى موقفك من الى عمله السيسى

    ReplyDelete