Saturday, February 15, 2014

بلد العميان للكاتب هـ.ج. ويلز 1904

 * تلك القصة من علامات الأدب الإنجليزى وهى من أشهر وأعظم القصص القصيرة التى كُتبت، بالتأكيد لم اختر تلك القصة بالذات عشان هى بس من علامات الادب الإنجليزى وقبل ان تفتح بُقك ايها القارئ السعيد فها أنا ابسطها عليك.. اخترت تلك القصة بالذات لأن تهدف إلى إسقاط على وضع حالى نعيشه يتشابه مع الحالة التى تناقشها القصة بشكل غير مباشر.. الآن وقد عرفت المغزى من هذا المقال، افسح لى مجالا وأنتخ على كرسيك وأنت تقرأ وتمعن وفكّر..

بدأت الحكاية عندما قرر بعض مواطنين دولة بيرو الهروب خوفا من بطش الإحتلال الأسبانى إلى واد خفى حتى لا يعثر عليهم الاسبان ويقتلوهم، ولأن دائما سوء الحظ لا ينتهى عند مستوى معين، وقع زلزالا ضخما ادى إلى تغيير شكل الجبال المحيطة بهذا الوادى وانعزل المهاجرون تماما عن العالم الخارجى. ولأن ايضا سوء الحظ دائما يزداد سوءا للمُرزقين.. انتشر مرض غريبا بين سكان هذا الوادى من المهاجرين ادى إلى اصابتهم بالعمى.. فسّر بالطبع بعض الجهابذة منهم هذا المرض بأنه ابتلاء من الله بسبب خطاياهم، تكاثر سكان الوادى ونتج عنه سلالات لا ترى فاقدة للبصر بنسبة 80% تقريبا – يادوب بيحسسوا يعنى-.. ومع الوقت باقى حواس سكان الوادى ازدادت قوة بسبب عميانهم مثل حاسة الشم والسمع وقوتهم البدنية ايضا وفى نفس الوقت زادت الأهداب "الرموش" على اعينهم واخذت عينهم فى التضاؤل.

ظل هؤلاء العميان منعزلون تماما يعيشون حياتهم بعيدا عن العالم الخارجى الذى تاه شكله بين أجيال كبرت على الظلام الدامس.. وفى تلك الأثناء، قرر عدد من المغامرين ومتسلقى الجبال بتسلق جبل من الجبال التى تحيط بهذا الوادى – وطبعا مايعرفوش ان فيه وادى اصلا-، من بينهم كان هناك مغامر يُدعى نونييز.. إثناء تسلق نونييز للجبل انزلقت إحدى قدميه بين الصخور نتج عنه سقوطه لكنه وقع على وسادة ثلجية وشاء القدر ان يقع فى هذا الوادى تحديدا.. ظل المغامرون اصدقاءه يبحثون عنه بشتى الطرق ولكنهم فقدوا الامل فى العثور عليه تماما.

عندما استعاد نونييز وعيه بعد تلك السقطة، ظل يمشى على امل ان يجد اى انسان يستطيع مساعدته للعودة، لكنه رأى بيوتا فاقعة اللون تضر بالبصر واندهش من اختار تلك الالوان، بالطبع تم القبض على الدخيل من قبل سكان الوادى، ثم اقتادوه لكبيرهم.. حكى له نونييز حكايته، بالطبع لم يصدق كبير القبيلة ان هناك بشر ترى.. اخذوا يجرون له الإختبارات التى تثبت صحة اقواله، نونييز كان فاكر انه ممكن يبقى برنس عليهم بمنتهى البساطة عشان هو بيشوف وهما لأ.. كان غلبان!

"طب لو بتشوف بقى زى ما بتقول لنا، الواد بيدرو جاى علينا دلوقتى ولا لأ؟".. كان بيدرو جاي لهم فعلا، ولكن لسبب غير معلوم غير طريقه. المهم كلمة منه على كلمة منهم قرروا انه مجنون وان عينيه اللى باينة دى ما هى إلا تخاريف. اخذ يسمع منهم نونييز عن الملائكة التى تحرس السماء وكانوا بيقصدوا بيهم الطيور وكانوا على يشعرون بالليل والنهار على حسب حرارة المناخ من حولهم..

قرر نونييز الهروب فى ليلة.. لكن هيهات قدميه المصابة حالت دون ذلك، تم القبض عليه على الفور وطبقوا عليه عقوبة الجلد، ادرك نونيير ان لا مفر منهم على الإطلاق وعليه ان يخضع لقوانينهم.. فأستسلم لهم وأقر ان ما يقوله هى تخاريف.. عاش نونييز فى الوادى لأسابيع يعمل لحساب شيخ منهم يدعى جيكوب.. أحب نونييز إبنه جيكوب فهى الوحيدة التى كانت تصدق حكايات نونييز وتؤمن به.. وفى يوم قرر نونييز طلب الزواج منها رسميا.

عارضت القبيلة كلها هذا الزواج، من هذا المخبول الأقل شأنا منا ويتزوج واحدة من بناتنا؟ المهم الحكيم بقى اللى فيهم قالك إيه.. خلاص هو لو عايز يتجوزها نعمله عملية نشيل له فيها عينه اللى مضايقانا دى ويبقى أعمى زينا.. وافق نونييز على الإقتراح بعد ان ترجته حبيبته.

فى الصباح الباكر ليوم العملية.. وقف نونييز يتأمل السماء وألوانها والطيور واشكالها.. متّع نظره بالأشجار ولون الشمس والسحاب، تفاصيل بالتأكيد سيفتقدها.. فى تلك اللحظة فقط قرر نونييز تسلق هذا الجبل الذى أمامه والهروب بأى وسيلة ممكنة.. حتى حبه لحبيبته لن يكون سببا فى جعله أعمى جاهلا!
بالفعل نجح نونييز فى الهروب على الرغم من ملاحقة العميان له..

2 comments: