Saturday, February 8, 2014

ما فعله الدكتور بالعيَان!

لهذا المقال سببان، الاول ربما جاء بدافع كرهى للأطباء عامة فى شتى المجالات، لا أذهب للأطباء إلا مضطرة وتحت ضغوط إما عائلية او جسدية تحتم علي التخلى عن هذا الكره بمخاوفه. أما السبب الثانى هو مقابلة صُدفة لإحدى صديقاتى وهى طالبة فى كلية طب أسنان الأسكندرية، وآخر فى جراحة القاهرة او عين شمس لا اتذكر بالتحديد. بالطبع لن اجرؤ على ذكر اسم صديقتى والتى كان لها الجزء الأكبر فى كتابتى هذا المقال، لأن بذكر إسمها ولو وقعت المجلة فى إيد حد من دكاترة جامعتها الطيبين ولاد الأصول سوف يتم وضع علامة "كروس" كبيرة عليها وتقريبا مش هتنجح ومش عايزين نضيّع مستقبل البنت.

من الطبيعى او على الأقل الطبيعى بالنسبة لى ان الطبيب فى اى مستشفى او مستوصف يخدم المريض خدمة على الاقل ايضا يجب ان توصف بالجيدة، هذا دوره الطبيعى فى المجتمع، ولكننا لسنا فى مجتمع طبيعى اصلا ولسنا نتعامل مع بشر طبيعيين بل على الأحرى نتعامل مع "زومبيز"!

صديقتى تلك كعادة كليات الطب تنزل نوع من انواع التدريب فى بعض المستشفيات كتأهيل لها قبل تخرجها الفعلى من الكلية، تدريب عملى يعنى، ومع إنها فى طب أسنان لكن فى الأول تقريبا بيتعلموا اساسيات الطب البشرى كمان. هذا التدريب العملى طبعا بيتم على مرضى حقيقيين وهؤلاء المرضى ينقسموا إلى جزئين، الاول جزء يتبرع من تلقاء نفسه ليتم التجربة عليه لأنه لا يملك المال الكافى للذهاب لطبيب مختص ويكتب إقرارا بأن هذا التدريب على مسئوليته الشخصية يعنى المستشفى ولا الدكاترة الصغيرين اللى ممكن يغلطوا ليهم دعوة لو هو حصله حاجة.. وعن هذا الجزء من المرضى تحديدا دعنى اقص لك قصة ظريفة حدثت مع زميلة لصديقتى فى كلية طب اسنان الاسكندرية؛

شخص فقير نوعا ما، راح للعيادة المجانية الخاصة بالكلية عشان يعالج اسنانه، كبعا لازم يتعمل له تحاليل لو كان بيعانى من مرض ما عشان بيبقى له جرعات معينة من البنج مثلًا حاجة زى كده. بالفعل قاموا بإجراء له تلك التحاليل وجاءت طالبة متمرنة لمعالجة اسنانه ونست تماما انه يعانى من مرض السكر وجراء هذا تقريبا على ما اذكر اعطت له جرعة زائدة من البنج او العكس، المهم ان الفتاة فوجئت بنزيف حاد وعنيف من المريض وارتبكت وتوترت وادى هذا الارتباك والتوتر إلى عدم طلبها للمساعدة وبالتالى ادى إلى وفاة المريض.. جاءت زوجته باكية واجُبرت على الإمضاء على ورقة تعفى الكلية والفتاة من اى مسائلة او مسئولية.. لم تُعاقب الفتاة ولم تأخذ الكلية اى إجراء استثتنائى بسبب تلك الواقعة والفتاة حية تُرزق مستمتعة بحياتها وبتكشف على عيانين لسه عادى!

أما الجزء الاخر من المرضى هم المعالجون على نفقة الدولة، وما أدراك ما الدولة، يتم وضعهم فى مستشفيات حكومية يخضعون لعلاج بدائى ومقيت وايضا معرضون لأن يتم الكشف عليهم فى جولات الطلاب من كليات الطب المختلفة.. وعن هذا النوع دعنى اقص لك حكاية اخرى؛

توجهت مجموعة من طلاب كلية طب الأسكندرية إلى مستشفى ما للكشف على حالات مرضى السرطان الذين يتم علاجهم على نفقة الدولة، منها حالة وهى سيدة فى الخمسينات او الستينات من العمر تعانى من سرطان الثدى، ريفية بسيطة غير متعلمة، ساءها حظها وفقرها للحصول على علاج على نفقة الدولة.. طلب الدكتور المسئول عن مجموعة الطلاب بالكشف عليها وكتابة تقرير عن حالتها، رفضت السيدة رفضا قاطعا ان تكشف عن ثدييها لأيا من الطلاب، وحده الطبيب المسئول عن حالتها هو المسموح له بالكشف عليها حسب اقوالها، توجهت احد الطلاب للطبيب المسئول عن المجموعة وشرحت له رفض السيدة، ما كان من الدكتور إلا "الشخط" و"الزعيق" فى السيدة المريضة آمرا لها بالكشف عن ثدييها حتى ينتهى من تلك الجولة.. لم يتدخل اى مسئول فى المستشفى للدفاع عن تلك السيدة وعندما قام احد الطلاب بالدفاع عن حق المريضة قوبل بالطرد من المجموعة وفى النهاية كشفت السيدة راضخة ومستسلمة عن ثدييها وسط اشمئزازها من الطلاب ووسط دموع تساقطت من عينيها!

هذه القصتين ما هما إلا جزء بسيط مما يحدث داخل كليات الطب ومستشفيات مصر الحكومية على مستوى الجمهورية، على الأقل هذا ما عرفته انا فقط، والقصص الأخرى كثيرة لا يكفيها تلك الصفحة فقط، وعلى الرغم من هذه الحكايات معروفة ومعتادة عند طلاب كليات الطب وعند الأطباء ايضا وهى ليست بالجديدة إلا ان حتى الآن يتم التعامل مع مريض الحكومة والمريض الفقير أنه حقل من التجارب.. لا توجد اى رحمة او آدمية فى التعامل مع مرضانا مثل مصابين الثورة مثلًا الذين يتوفوا واحدا تلو الآخر جراء ايضا ما يسمى "بالعلاج على نفقة الدولة".. دولة الزومبيز تحكم!

2 comments:

  1. المقال حلو، قريته في المجلة، القصص اللي كتبتيها -زي ما قولتي- نموذج مصغر جداا من اللي بيحصل في الواقع، أفتكر منها قصة لدكتور في طب اسنان اسكندرية حكي عن طالب أمريكي كان جاي يكمل دراسته في طب اسكندرية ولما سأله عن السبب، قاله ان المريض المصري بيتيح له ان يعمل عليه تجارب جراحيه مجانية وحقوقه القانونية ضايعة لو خرج من التجارب دي اسوء من الأول ودا شئ ما بيتوفرلوش في أمريكا.
    وطلاب الطب في الجامعات الخاصة بياخدوا المرضي لعيادات اصحابهم ويعملوا عليهم تجاربهم بعد ما يمضوهم علي اعفاءات من المسائلة القانونية.
    القصص كتير اوي وممكن يتعمل عنها مجلدات، لو عديتي علي كام جامعة.

    ReplyDelete
  2. المشكلة ياابنتى المحترمه هى اساسا فى نظرتنا للانسان بصفه عامه واحترام ادميته وحقوقه
    ارجو ان لاتكفى عن الكتابه عن مثل هذه الامور حتى تتغير نظرتنا ونحترم ادميتنا
    لك كل احترام وتقدير

    ReplyDelete