Saturday, March 1, 2014

أشياء تعلّمتها مع الحادية والعشرين


            
أصغر من أن أتحدث عن تجربة أو عن الحياة، لكن أول ما تعلّمته بعد الحادية والعشرين ألا أهتم بما هو مفروض ومتعارف عليه، ألا أهتم بتوقّعات الناس وآمالهم عنى، ألا أصغى للمسار الطبيعى المرسوم والمضبوط على أفكارهم.. لذلك قررت أن أشارك بعضكم فقط، بعضكم الذى لن يتفوّه بـ(يا بنتى إنتى لسه شفتى حاجة؟)..
     تعلمت أنك لن يُعترف بك إلا بعد الحادية والعشرين، يُعترف بك رسميًا كشخص طبيعى له آماله وأحلامه، كل ما هو قبل الحادية والعشرين مهاترات وأفكار مراهقة لن يُلق أحد لها بالاً على الإطلاق.. (لما تكبر تفكيرك هيتغير كتير).  

*     تعلّمت أن الحادية والعشرين هى نقطة التحوّل فى حياتك، أن تكون أو لا تكون على الإطلاق، هذا ليس معناه أنك من المتوقع منك تحقيق إنجاز كبير وعظيم، لكن تكفى الخطوة الأولى على الأقل تجاه ما تريده وكيفية تحقيقه، الحادية والعشرون هى نقطة بداية القرارات التى سوف تُبنى عليها حياتك.

*       ما قبل الحادية والعشرين حمادة واللى بعده حمادة، قبل الحادية والعشرين كنت تنتظر عامك السادس عشر بفارغ الصبر لرؤية صورتك القبيحة فى بطاقتك الشخصية الأولى وتشهرها فى أى وقت سواء ليها لازمة أو مالهاش، تظل تنظر فى محفظتك خلال جلوسك مع أصدقائك أملاً فى أن يقع نظر أحدهم على بطاقتك ويراها وتشعر بكينونتك تتشكل، أنا الآن مواطن رسمى يا ولاد الـ%#&^!! وبعمر الثامنة عشرة تستيقظ باكرًا لاستخراج رخصة قيادتك.. الآن فقط لن تتسلل ليلاً بعد اختفاء ضباط الشرطة من الشوارع الرئيسية لتقود السيارة.. لن يُجبرك والدك على الجلوس بجانبك خلال أى مشواير.. تريد الاحتكاك بأى رجل مرور حتى تتسنى لك فرصة إشهار رخصة قيادتك فى وجهه.. قبل الحادية والعشرين كان فيه أحداث مستنى اليوم اللى تعملها بكل حماس. بعد الحادية والعشرين كل الأحداث سيان، بطاقتك فى جيبك بقالها كتير ورخصتك زهقت من قعدة المحفظة.

*   تعلّمت أن الأعمار بعد الحادية والعشرين كلها شبه بعض، يعنى 22 زى 27، لن تشعر بفارق جوهرى قبل الثلاثين.. تستطيع أن تعتبر أن عمرك (واحد وعشرين) لمدة لن تقل عن ست سنوات على الأقل!

*       تعلّمت أنه بعد الحادية والعشرين أنت فقط من تستطيع إنقاذ نفسك والاعتماد عليك أنت فقط، فجأة حسيت إنك نطيت فى حياتك نطّة كبيرة من النضوج، فجأة كده شعور لا إرادى، أنا مبقتش عشرين أنا بقيت (واحد وعشرين)!

*        كلما بدأت فى الاحتكاك بالحياة العملية قبل الحادية والعشرين زادت فرصتك بعد الحادية والعشرين فى إنك تبقى (حاجة)، بعد الحادية والعشرين الوقت يمر بسرعة البرق ما أعرفش ليه!

*        بعد الحادية والعشرين تصبح غالبًا أقرب لوالديك، الهوَّة السحيقة بينكم فى فترة المراهقة سوف تتضاءل تدريجيًا مع اقترابك لما بعد الحادية والعشرين، تصبح أكثر تقديرًا للعائلة.

*         تعلّمت ألا أهتم بما هو مفروض، فترة الحادية والعشرين وما بعدها تتشكل فيها شخصيتك الحقيقية التى سوف تقضى بها ما بعد الحادية والعشرين.. تعلّمت أن أقتنص الفرص الثمينة، وأن بالاجتهاد فعلاً سوف أصبح وأكون يومًا ما.

*        تعلّمت ألا أهتم كثيرًا بالمظاهر الفارغة وما تفعله قلة كبيرة ممن هم فى عمرى، التوازن ثم التوازن ثم التوازن.. استمتع بالخروج والفسحات والسهر والرقص، والتركيز فى العمل وفى طريقى الذى رسمته لأكون. الاستمتاع بس فى تلك الفترة هيأخرك خطوات كتير.. كتير أوى خاصة إن دى الفترة اللى لازم تركز فيها على حياتك الشخصية.

*       تعلّمت ألا أسمح للناس بالتدخّل فيما لا يعنيهم بطريقة لطيفة، التدخّل الزائد عن اللازم لن يفيدنى على الإطلاق، حتى أقربهم لهم حدود، التدخّل الزائد سيشوّش على تفكيرك وإرادتك ومتعة تحمّل نتائج أفعالك.

*        تعلّمت أن الأخلاق والشرف هى كلمات مطّاطة لا يتفق عليها شخصان، الأخلاق والتعريفات الفلسفية أنت من تحددها لنفسك، وفقًا لحياتك وأسلوب تعاملك مع الآخرين ومع نفسك.

*        تعلّمت ألا أتعلق بشخص أو بشىء؛ التعلق مؤلم مع النضوج والدخول فى معترك الحياة الجادة اللى كان الناس الكبيرة بيقولوا لك عليها زمان. التعلّق بشخص يكسر قلبك وآخر يخدعك وآخر يسرقك، التعلّق بمكان تضطر للتنقل منه.. التعلّق مؤلم جدًا! تعلّمت أن الخسارة الثانية لا تؤلم بهذا القدر مثل الأولى، كل شىء يصبح أسهل فى المرة الثانية.

*       تعلّمت أنه فى ذلك البلد وتلك الظروف وهذه الكائنات المحيطة بى من الصعب الاحتفاظ بالقلب أخضر، كل تلك الأسباب السابقة تميل نحو تحويل الأخضر إلى الرمادى وشيئًا فشيئًا إلى الأسود.. تمسّك بقلبك أخضر مليئًا بالحماس والحيوية والحُب والطاقة الإيجابية.

*        تعلّمت المعنى الحقيقى لجملة (الدين لله والوطن للجميع).. وتعلّمت أن الوطن ليس المكان الذى وُلدت وتربيت فيه، الوطن هو المكان الذى ترتاح بالوجود فيه وتشعر بالهواء يتسلل لرئتيك بوضوح.. أنت من تحدد وطنك.

*     تعلّمت ألا تعتمد سعادتى على شخص أو شىء، سعادتى تزيد بوجود أشخاص معينين وأشياء معينة، لكنها موجودة دونهم.. اسعد نفسك بنفسك. تعلّمت أن أهم شىء على الإطلاق هو ارتياحك وسعادتك الشخصية..

*     حكايات جدّتى وشكواها أصبحت مسلية أكثر بعد الحادية والعشرين.


No comments:

Post a Comment