Tuesday, April 1, 2014

إنت يتيم.. وهاتفضل طول عمرك يتيم!

مش محتاجة أقول إن إحنا فى الفترة الأخيرة ولا استطيع تحديد عدد السنوات بالضبط أصبحنا نتسم بالغباء، نعم.. نحن أغبياء وأغبياء جدًا الحقيقة، لا أقصدها على سبيل التهزيق خالص، لكن الغباء اصبح صفة منتشرة وهو ما لا ألوم عليه أحدا بعينه، مسببات الغباء كثيرة، يعنى إيه اللى يدعو للذكاء فى البلد أصلا عشان تبقى كائن ذكى وبتفكر وتشغل مخك؟ مفيش!

اليوم هو الأول من إبريل، ليس يوما عاديا فى مصر، يوم اليتيم.. يوم الإحتفال باليتامى اللى تقريبا – بما إنى مش بتفرج على تلفزيون خالص- بس على ما أذكر بيتم التنويه عنه قبلها بأسبوع مثلًا، إعلانات من المفترض ان تكون خيرية، يظهر فيها طفل ذو ملامح مصرية تتسم بالغُلب يتحدث بصوت حنيّن يدعوك للإحتفال به لأنه يتيم.. أو مثلا طفل ذو ملامح مصرية برضه تتسم بالغُلب بيبص للأرض بغُلب أكبر ومضايق إنه يتيم ثم ترتسم على وجهه السعادة لما يعرف انهم هيحتفلوا بيه يوم 1 إبريل ومن هنا برضه يدعوك للإحتفال به او التبرع إلخ إلخ إلخ..

هو أنا مش عارفة فعلا مين الذكى المبتكر اللى مفيش منه إتنين اللى قرر يعمل يوم مخصوص يسمّيه يوم "اليتيم".. اللى هو إنت يلا ياللى معندكش لا أب ولا أم، إنت ياض يا لقيط، إحنا جينا نفكرك كل سنة فى نفس اليوم إنك يتيم وهتفضل طول عمرك يتيم وهنفكرك كل يوم ان الدولة بتعطف عليك والناس بتحتفل بيك شفقًة منهم عليك مش أكتر، عمرك ما هتبقى طفل طبيعى.. قول ورايا.. أنا يتيم، بصوت أعلى.. أنا يتيم! ليه مسموش يوم الطفل مثلا ويبقى إحتفالا بالأطفال عامة؟ ليه يوم اليتيم وتضطروا تدخلوا الأطفال اليتامى فى الملاجئ وأكثر من دار فى مسرحية إعلانية سخيفة لن تفيده ولن تجعله يشعر بأى نوع من أنواع التعاطف، مسرحية لن تزيده إلا آلاما نفسية هو وزملائه!

الموضوع ليس مقتصرا على يوم "اليتيم" فقط، الموضوع متعلق بعقلية الناس اللى بيتعاملوا مع هؤلاء الأطفال، المفترض ان يتم تأهيلهم وإنهم ينسوا إنهم يتامى ويحاولوا يتعافوا من اثار الحرمان من الأب والأم، لأ حضرتك مشكورا طبعا مقعدهم ف مكان ظريف وبتأكلهم وبتشربهم وتعلمهم.. تقدر تقول لى إيه لازمة يافطة "دار كذا للأيتام"؟ يعنى الطفل اللى إنت مقعده عندك ده لو نزل يشترى باكو بسكوت من تحت الدار وهو طالع وهو داخل هيشوف كلمة يتيم دى فى وشه، إنزل يا حبيبى إشترى بسكوت بس ماتنساش إنك يتيم ها..

غير بقى طبعًا أفراح الأيتام المجمعة، برضه بنفس اليافطة والإعلان، يجمعوا أكثر من عروسة وعريس يتامى ويعملوا لهم فرح تحت إسم "فرح مجمع للأيتام".. ايوة يا جماعة عاملين أفراح للناس اللى معندهمش أب ولا أم بس!

هذا التعامل المتسم بالغباء – وهو غباء كما قلت فى اول المقال مبرر نظرا للظروف غير المساعدة على الذكاء التى نتعايش معها- ليس فقط مع الأيتام، حتى فى التعامل مع المعاقين او ذوى الإحتياجات الخاصة، كل يوم بنفكرهم انهم لهم إحتياجات خاصة وكل يوم بنأكد عليهم إنهم معاقين ذهنيا، أى حد ساءه حظه وقدره لأن يكون مختلف نوعا ما عن باقى المواطنين ويكون عايش فى مصر لازم كل يوم نعايره بظروفه حتى لو فعلًا مكنش قصدنا المعايرة دى. أنا أكيد متفهمة ان كل دار من الدور المخصصة للأيتام مش قصدها تعاير وقصدها الخير لأنها غير مجبورة على تحمل مسئولية هؤلاء الأطفال، بس اللى أعرفه انه يا الحاجة تتعمل صح يا ماتتعملش أصلا، مش عشان حضرتك أحسن منى وعامل دار أيتام ده مايدنيش الحق انى اعلق على الطريقة المش "بروفشنال" بالمرة فى التعامل مع أطفال من المفترض ان يتم تأهليهم بطريقة سليمة للتعايش والتداخل مع المجتمع..

كل سنة وكل الأطفال طيبين، اليتيم والفقير والغنى والرزل واللى مش بيبطل عياط واللى لسه بيعمل على نفسه بليل واللى على طول سخن وعيَان.

3 comments: