Monday, May 5, 2014

الـ"بانيك أتّاك" تجتاح وزارة الداخلية!

لى صديقة من أيام الطفولة والمدرسة كانت لا تذهب إلى المدرسة او عندما نقرر الخروج مثلا فى أى مكان إلا فى وجود أمها، لا تخرج تقريبا إلى اى مكان إلا بصحبة احد من أقاربها البالغين، كنا نتفهم موقفهم وقت المدرسة وخوفهم المبالغ فيه عليها، كبرنا ونضجنا وأصبحنا الان فتيات عاملات وهى لا تعمل.. لا تذهب اى مكان بمفردها، ومع مرور الوقت اصبحت لا ترى الشارع تقريبا وكل هذا التحكم والتضييق الخانق بداعى الخوف عليها مما قد يحدث لها فى الشارع ومخاطره وهى بمفردها..

خطرت قصتها فى بالى الأسبوع الماضى وأنا بالأسكندرية، أقطن بمنطقة سموحة، قريبة جدًا من مديرية أمن الأسكندرية، كانت المسافة من شارع منزلى للجامعة او لمنطقة "داون تاون" لا تستغرق عشرين دقيقة على بعض، فى الماضى القريب منطقة سموحة لم تكن مكتظة بالسكان والمقاهى وكل هؤلاء البشر الذين اراهم فى الشارع كل يوم، وبعد بناء جامعة فاروس والعديد من الشركات والمصالح الحكومية بالقرب منها اصبحت سموحة وسط البلد الجديدة، بها كل شئ ومنها يمكنك الذهاب لأى مكان بأسرع وقت ممكن.. ده كله بقى فى خبر "كان"!

بعد ثورة 30 يونيو ولجوء جماعة الإخوان المسلمين والمطالبين بالشرعية للعنف والتفجيرات فى كل مكان، أصاب الداخلية وأفراد الشرطة ما نطلقه عليه نحن Panic Attack! اصبحوا متخبطين ومنفعلين – ولهم عذرهم – وهذا التخبط والإنفعال لم يزدهم شئ إلا زيادة فقدانهم للسيطرة على البلاد، قامت مديرية أمن الأسكندرية بغلق شارعها وهو شارع رئيسى وحيوى بمنطقة سموحة، أصبح ممشى مؤقت لأمناء الشرطة وشارع لا يجرؤ أحد على الإقتراب منه، غلق هذا الشارع الحيوى أصاب منطقة سموحة بشلل تام! شلل مرورى حتى فى التنقل داخل سموحة ذات نفسها، قاموا مشكورين بفتح شوارع ضيقة لا تسمح إلا بمرور سيارة واحدة بالكاد، شوارع مظلمة وغير مزودة بأى خدمات طبيعية للمرور بها، يعنى لو أنا بنت وقررت إنى اركب تاكسى الساعة 9 – ميعاد معقول مش متأخر- هبقى اشبه بتحضير نفسى لمحاولة إغتصاب او إختطاف او أي بلاء ازرق من اللى بنسمع عنه اليومين دول!

أصبح أمام كل مديرية وكل قسم شرطة شوالات رمل ورشاشات تحسبا لأى هجوم مفاجئ، قال يعنى الضباط اللى كل يوم بنسمع عنهم بيستشهدوا فى كل مكان بيبقوا فى قسم او مديرية! ولنا فى تفجير مديرية أمن القاهرة عبرة – خاصة بعد تصريح وزير الداخلية العظيم "اللى عايز يقرب ييجى يجرب"-.. كانت الداخلية تغلق الشارع الرئيسى لها ليلا عشان هما ناصحين وهيمنعوا حد ييجى جنبهم، وإتفجرت الصبح عادى جدًا! مديرية أمن اسكندرية قامت بغلق الشارع الرئيسى فى منطقة سموحة أيضا وكل يوم بسمع من عائلتى او اصدقائى هناك ان كان فيه قنبلة فى منطقة تانية وتم السيطرة عليها قبل الإنفجار! وكأن غلق الشوارع بالخرسانات ووضع على اوله واخره امناء شرطة نايمين اصلا على نفسهم وهما قاعدين هيبقى الحل السحرى لردع تفجيرات او محاولة إغتيال افراد الشرطة!

ما ذنب المواطنين ومنهم أنا ان اتخذ طريق اشبه بـ"رأس الرجاء الصالح" للوصول من منزلى لأى مكان اخر؟ لماذا يجب علينا نحن المواطنين تحمل مسئولية مؤسسة المفترض ان تكون قوية وهى اساس حكم السيطرة وسيادة الأمن فى البلاد على فشلها وعدم قدرتها على إتمام عملها بنجاح؟ هل ممكن فى يوم مش هينفع أكتب فيه مقال او تقرير او تحقيق لأى سبب كان أقرر ان المجلة كلها تقف وماتنزلش السوق عشان أنا مش هكتب او مش عارفة أكتب؟ إيه المنطق اللى بيستخدمه محمد إبراهيم وزير الداخلية؟ منطق التحليق على الأقسام والمديريات؟ متى سيتم الإعتراف رسميا بفشل وزير الداخلية فى السيطرة على ما يحدث؟ متى سيقف وزير الداخلية كشخص بالغ ناضج ليعترف بعدم قدرته على تحمل السير فى جنازات ضباط الشرطة الذين يتم إغتيالهم خارج الأقسام والمديريات التى حولها لبروج مشيدة يُمنع الإقتراب من أمامها؟ لماذا لا يتم نقل مديريات الأمن الحيوية لمكان اخر؟ لماذا يجب علي وعلينا نحن تغيير طريق ذهابنا للعمل او الجامعة او اية مشاوير من أجل عيون مدير الأمن ووزير الداخلية؟
هل سيتم فى اى وقت قريب الإجابة بشفافية وبمنطقية على تلك الأسئلة؟

4 comments:

  1. طيب ليه كل الضرب والقتل بيحصل في الشرطه والشرطه الحسكريه ؟
    انما ان وزير الداخليه واللي بيعملو ميخصنيش
    عشان انا معرفش هوا عايز يعاملني ازاي ,ء
    وهل تلاشي سقف الحريات المنادي به في الثورات منذ 3 سنوات ؟

    ReplyDelete
  2. طريق الترعه اللعيين :/

    ReplyDelete
  3. This is my first article to be written http://cerebration9.blogspot.com/2014/05/blog-post.html?m=1.. your feedback is highly appreciated :)

    ReplyDelete
  4. its really good for your start, always open up and write whatever goes on your mind, keep it up! :) way to go.

    ReplyDelete