Wednesday, March 6, 2013

رٌكبة ونص

ملحوظة: نُشر هذا المقال فى العدد السابع من مجلة 7 أيام.

إنها الثانية عشر والنصف بعد منتصف الليل، أجلس وحدى تماما وسط أكياس من الشيبسى وزجاجات البيبسى الفارغة المتقمصة دور الخمر الذى ينسي صاحبة آلامه. أجلس بعد أن انتهيت من مشاهدة ثلاثة أفلام أمريكية هوليوودية.. سهرة ممتعة ها؟

كنت قد اتخذت قرارا ان ابتعد عن مشاهدة الأفلام الهوليوودية بكل أنواعها، الدراما الكوميدية الأكشن.. كلها، فأنا نوعا ما أتأثر بسرعة بتلك الأفلام.. أذكر المرة الأخيرة التى شاهدت فيها فيلم the expendables فى السينما فخرجت منه بشحنة طاقة لم افلح فى تفريغها.. كل ما اردته هو إرتداء زى أسود وان تظهر لى عضلات ستالونى وانهال بالضرب على كل الأشرار خارج السينما.. أولهم السايس المقيت الذى لا يكف عن الـ"تعالى تعالى تعالى".

الأفلام الأجنبية مليئة بالأساطير والحكايات التى لا تعمل إلا على إحباطنا وجعلنا نكره حياتنا أكثر مما نكرهها الآن.

أسطورة "الركبة ونص" مثلا! كنت أشاهد فيلم Monster in Law، وتصادف ان تكون يمنى صديقتى من تويتر تشاهد الفيلم أيضا! ثم جاء مشهد الركبة ونص الشهير الذى طلب فيه بطل الفيلم الوسيم يد جنيفر لوبيز.. ركبة ونص وطلع خاتم وهى عملت نفسها متفاجئة.. تنهيدة حارة لم أفق منها إلا على تغريدة يمنى "إن شاء الله هيجيلى على ركبة ونص كده قدام الحاج وإحنا قاعدين فى الصالون المدهب".. قفلتنى!

 إلا أنها الحقيقة.. لا يوجد ركبة ونص فى عالمنا الواقعى.. لا يوجد.. لم يتصادف معى يوما او مع ايا من أصدقائى ان ذهب إلى مكان وفوجئ بمشهد الركبة ونص المصحوب بتهليلات وتصفيق حاد... فقط فى الأفلام توجد الركبة ونص..

بعدها قررت مشاهدة فيلم Eat Pray Love، سيدة تركت كل شئ للبحث عن ذاتها وعن ما تريده فى حياتها، ذهبت لإيطاليا لمعرفة ما معنى الإستمتاع بكل لحظة فى الحياة ثم إلى الهند للتواصل الروحانى مع نفسها ومسامحة ماضيها ثم إلى بالى.. حيث الرجل العجوز الحكيم.. ثم ينتهى الفيلم بوقوعها فى الحب بالوسيم البرازيلى والتغلب على خوفها وماضيها..

وده عبارة كله عن بوول شيت!

أصبت بحالة من الإحباط بعد مشاهدته، لأن الفيلم من كتر ما هو حلو يجيب إكتئاب! راحت إيطاليا تستمتع بالأكل وإحنا بنفطر من عند الشبراوى كل يوم! يوم ما بحس إننى لازم أستمتع بالأكل أكتر بقوله يزود الشطة.. وبعدين هحوش اد إيه عشان أروح إيطاليا والهند وإندونيسيا عشان ارجع متوازنة مع نفسي؟

 بول شيت برضه!

وتنهال الأفلام علينا الواحد تلو الآخر.. من قصص حب أسطورية لناس حلوة ماعرفش مابشفهمش فى الحياة العادية ليه.. حتى الأفلام الكارتون، لا يوجد بها أميرة بدينة مثلا، أو أمير يدخن بشراهة.. كلها فى المثاليات تربينا عليها لنكبر وننضج لنصطدم بالواقع، نصطدم بإن الركبة ونص تتحول لـ "انا على فكرة جايلى عريس ولازم تقابل بابا".. وان لو ضيّعت فردة جزمتى زى سندريلا البرنس اللى هيلاقيها مش هيسأل غير جايباها من برشكا ولا باتا..

وأسطورة الخير ينتصر.. الا يروا كاتبى تلك السكريبتات الرائعة ما نراه يوميا من "أسافين" من حولنا حتى من أقرب الأشخاص إلينا؟ الا يعلمون ان الخير لا ينتصر إلا فى الساعتين الضلمة اللى فى السينما؟ باتمان مش بيموت طيب؟

حكى لى دكتور ياسر أيوب انه يوجد فيلم إيطالى إسمه "سينما الجنة" وهو فيلم يحكى عن جزيرة فى صقلية كانت قاعة السينما فيها للأهالى عبارة عن الجنة التى يرى فيها كل شخص حلمه يُحقق أمام عينه.. سواء حب او نجاح او مال او تفاؤل.

الذى استوقفنى للتفكير للحظات.. طب وبعد ما بيطلعوا؟ مابينتحروش بعد ما بيلاقوا ان كل أحلامهم دى انتهت مع خروجهم من قاعة السينما؟

وبعد تفكير عميق.. توصلت ان الأفلام أصلا حرام عشان بتأثر على الصحة النفسية.. وبتؤدى إلى الإكتئاب، الذى كان من نتائجه هذا المقال.

2 comments:

  1. كالعاده انتى استاذه

    ReplyDelete
  2. يوم ما بحس إننى لازم أستمتع بالأكل أكتر بقوله يزود الشطه س
    ههههههههه بس انا عايشة حياتي عشان اكتشف حياتي عشان اكتشف ازاي الابطال الضعفاء زي هاري بوتر بيقدروا ينتصروا بقوة الحب المدمرة

    ReplyDelete