Wednesday, March 13, 2013

مش هـنــقــلـع؟

قرأت خبر عاجل عن مواطن مصرى قام بخلع كل ملابسه واستأنف سيره عاريا على كوبرى أكتوبر وسط ذهول المارة من حوله، لا يعلم احد لماذا نزع هذا الرجل ملابسه ولماذا على كوبرى أكتوبر تحديدا.. اى نعم الدنيا حر بقالها كام يوم لكن ليس بحرارة شمس أغسطس..

ترجع بى الذاكرة إلى الوراء.. حيث شهور بعد حبس مبارك ومشهد دخوله السجن واضعا إصبعه فى أنفه لا مبالى بما يحدث حوله، غير مكترث بقضاة ومحامين وإعلام.. فظهرت صفحة على الفيسبوك عنوانها : لو مبارك اخد براءة هننزل ميدان التحرير ملط. اه ملط، وصورة الصفحة عبارة عن بنى أدمين بلابيص رافعين شعارات إحتجاجية.

لم يأخذ مبارك براءة حتى الأن.. ولم تنزل الجموع عارية بعد.

ترجع الذاكرة للوراء مرة أخرى، حيث الضجة التى اثيرت حول علياء المهدى، تلك الفتاة التى قررت ان تخوض معركة هى وحدها تعرف صحتها من عدمها لتتعرى فى المدونة الخاصة بها تماما وتنشر بها صورها العارية أملة بذلك ان تكشف عدم وجود حريات حقيقية فى المجتمع المصرى.. وقامت الدنيا حول استهتار علياء المهدى بحرمة الجسد.. وكثرت الأقاويل حول الدوافع الحقيقية التى دفعتها للتعري.. للشهرة؟ للجوء السياسى؟ لصفع مجتمع وإفاقته؟ ممكن.

ثم إلى واقعة سائقى اتوبيسات النقل العام، حيث خلع سائقى النقل العام ملابسهم اللهم إلا ما ستر عورتهم ووقفوا محتجين، على إيه مش فاكرة بس الحكومة كانت معتبراها إحتجاجات فئوية "كالعادة".

ثم إلى فلكلور الخناقات المصرية على كل كوبرى وكل شارع وكل حارة، يغضب الشاب والراجل من دول فإذا به ينزع ملابسه ويقف بالفانلة السواريه ممسكا بما طالته يده، ليعلن بدء الخناقة.

كل تلك النماذج السابقة تعبر عن ثقافة ليست بجديدة على الشعب المصرى للإحتجاج او قلب موازين المجتمع او التعبير عن رفض واقع مؤلم لهم.

ثقافة "القلع"، وذلك لأن ثقافة المجتمع المصرى الشرقية تحترم حرمة الجسد وتغطيته، بدءا من الفتيات الصغيرات اللاتى نراهن سائرات مع عائلاتهن مكللات شعورهن بطرحة على تى شيرت نص كُم.

وحتى ننصف التاريخ، أول من قام بالتعري على سبيل الاحتجاج، هو الليدي غوديفا (1040 – 1070) م التي ركبت صهوة حصانها عارية في مدينة كوفنتري البريطانية من أجل إقناع زوجها حاكم المدينة بتخفيض الضرائب عن سكان المدينة.

رجوعا للمجتمعات العربية نجد واقعة القبض على الفتيات السعوديات اللاتى حاولن المطالبة بحقهن فى قيادة السيارة.. قابلها إحتجاجات على تلك الإعتقالات من قبل بعض الفتيات الأوكرانيات اللاتى تعرن كاشفات صدورهن أمام السفارة السعودية فى أوكرانيا.

فالجسد فى المجتمعات العربية له قدسية وله حرمة وهو أيضا الفيصل فى الفرح والغضب والحزن والإحتجاج.
ففى الحزن والعزاء وعند سماع المرأة وفاة زوجها او إبنها او أخيها، نجدها دائما كما صُورت لنا فى الأفلام المصرية والعربية "تشق" هدومها.. معلنة بذلك حزنها الشديد على الوفاة لدرجة التجرد من ملابسها.

أما فى الفرح، فنجد مشجعى الفرق الكروية فى الإستادات وقد تجردت من ملابسها معلنة نشوتها وفرحها برؤية لاعبى فريقها المفضل وهو يلعب ويكسب أمامه.

والجسد فى الآونة الأخيرة وحده هو الذى به تتغير موازين كثيرة، فنجد الفضائيات الغنائية كلها امتلأت بالمغنيات اللبنانيات اللاتى لا نستطيع تفرقتهن من بعضهن.. ولكن يبقى الجسد الجميل هو الفيصل فى شهرتها، لو مُزة هتغنى مش مُزة تروحى تغنى فى حمام بيتكم.

والجسد أيضا أصبح عنصر فى خلق الذل والإنكسار عامة فى الشعوب العربية.. مثل مشهد تعرية ست البنات غصبا وأمام أعين الكاميرات على يد الجيش المصرى وهزت تلك الصورة العالم أجمع.. وشعرت كل فتاة وإمرأة مصرية وقتها بالإهانة والمساس بالكرامة ونزلن للشوارع محتجات على تلك الواقعة.

ولم تغفل أمريكا ايضا أهمية الجسد عند المجتمعات العربية، والتى ظهرت فى أحداث صور سجن أبو غريب الشهيرة التى شهدت على تعذيب الأسرى العرب وإهانتهم وتعريتهم وإنتهاك جسدهم ووصلت إلى حد هتك عرضهم. وانتشرت الصور وقامت الدنيا ولكنها هدأت كالعادة.. اخذنا نشجب ونندد، ثم خلدنا إلى فراشنا مستريحين الضمير.

والسؤال الذى يطرح نفسه الآن على ساحة مقالى، إذا كان الإحتجاج والغضب مشروع وحق من حقوقنا كمواطنين.. هل نتعبر "القلع" نوع من انواع الإجتجاج المشروعة؟

يبدو ان التعرى الآن هو الأكثر تأثير وأكثر صدمة فى مجتمعاتنا.. يبدو أنه احد اخر الحلول التى يمكن توصيل رسالة ما بها،

السؤال الآخر الذى يطرح نفسه هو الآخر فى تلك الصفحة..

 مش هنــقــلــع؟

3 comments:

  1. ههههههههههههههههههههههههههههههه لغة عربية ثرية وفيها كام معلومة مفيدة برضوا
    gan alex

    ReplyDelete
  2. انامش عايز اقلع انا عايز اخلع من البلد دى

    ReplyDelete