Thursday, January 1, 2015

مفاجأة 2015: إنت ولا حاجة!

ملحوظة: نشر هذا المقال في العدد 102 من مجلة 7 أيام

فى هذا العدد توجد اربعة صفحات كاملة عن مقابلتى لللاعب الأسبانى العالمى سيرجيو راموس، هذه الرحلة فى مدريد كنت اعرض صورها على حساباتى الشخصية على السوشيال ميديا كى يراها الأصدقاء والناس عامة، احب مشاركة تلك اللحظات الإستثنائية مع الجميع واضحك على تعليقات اصدقائي والـ"لايكس" التى تجعلنى اشعر ولو بقدر قليل من وجودهم معي وإحساسى بأنهم يشاركوننى تلك الأوقات المميزة والتى لا تتكرر..

المهم، مقابلة سيرجيو راموس بالطبع كان لها تأثير لا بأس به على مواقع التواصل الإجتماعى وانتشرت صورى على الصفحات الرياضية المختلفة والتى لا امانع مشاركتهم صور تلك المقابلة المميزة، المشكلة والمعضلة التى توقفت عندها منذ انتشار تلك الصور كانت التعليقات العجيبة على الصور لكننا شعب قالش بطبعه وطبعًا كان فيه تعليقات سخيفة كتير ماتوقفتش عندها لكن الحقيقة فيه تعليق مخصوص كان على صورة وسيرجيو راموس يحتضننى ضاحكا بعد إحرازى هدف فضلت متنحة للتعليق ده مدة لا تقل عن 5 دقايق مثلًا غير منقطعين؛
"إنتى بالحضن ده خلتيه ياخد فكرة وحشة جدًا عن بنات المسلمين".

لطالما اندهشت من قدرة البعض على تفخيم وتعظيم أنفسهم لدرجة تجعلهم يشعرون كما لو كأنهم مركز الكون كله، فمثلا لو الإشارة فضلت واقفة كتير فهو هياخدها على ان عسكرى المرور عايز يعطله مخصوص وان اى موقف بيعمله أكيد بيأثر فى محور الكون كله وبيغير مجرى الكرة الأرضية..

هؤلاء ليسوا "بعض" للأسف ولكنهم كثيرين، هؤلاء الذين يقتنعون تماما بأن الرئيس الأمريكى باراك اوباما يستيقظ من نومه فى الصباح يفكر فى كيفية إيقاع مصر وزلزلة إستقرارها، وهؤلاء ايضا مقتنعون بأن الغرب كله يريد شن حملة على الإسلام، وهؤلاء ايضا من يقتنعون بأن ناسا تخفى آثار اقدام النبى –ص- على سطح القمر ولا تريد إذاعة الخبر.. العالم يصب تركيزه عليهم والعالم يتآمر ضدهم والعالم ايضا متحفز لهم والعالم ايضا سيصفق لهم إذا نجح ابنه فى شهادة الإعدادية.. هؤلاء المقتنعون بأن إبتسامتهم الصفراء فى وجه من يقابلونه هى من ستحبب الناس فى الإسلام وإلخ إلخ من المواقف اللانهائية.

عزيزتى التى كلفت خاطرها لتكتب هذا التعليق المثير للإهتمام، هل تفتكرى سيرجيو راموس لاعب ريال مدريد والمنتخب الأسبانى يأبه ببنات المسلمين؟ هل تفتكرى سيرجيو راموس يأبه أصلا بديانة من يقابلهم مثلك يا عنصرية قلبا وقالبا؟ هل تفتكرى سيرجيو راموس قايم نايم بيفكر فى الكعبة وبيفكر فى الإسلام لدرجة ان الحضن العفوى اللى حصل ده هيخليه يغيّر رأيه فى بنات المسلمين؟ عزيزتى اللى كتبت التعليق.. إنتِ مصدقة نفسك؟

الفتاة او السيدة التى كلفت خاطرها لتكتب هذا التعليق هى جزء من هؤلاء الذين يعتقدون انهم مركز الكون وان من هم خارج محيط جمهورية مصر العربية يأبه بها وبما تكتبه وبما تفكر فيه وبما تعتنقه، هذه التى تنشر اخبار مثل تحرك الأسطول الأمريكى تجاه الحدود المصرية إثناء الثورة وتصدق الخبر، هذه الفتاة او السيدة تعتقد بأن من هم فى الخارج يهتمون حقا بمصر.. الحقيقة يا أستاذة مش عايزة أصدمك يعنى بس فيه ناس برة كتير ماتعرفش مصر دى فين على الخريطة اصلا ومعلوماتهم عنها نفس معلوماتك عن دولة جيبوتى كده! الناس برة يا أستاذة مايعرفوش عن مصر غير الرقص الشرقى واحيانا الأهرامات تقومى إنتِ قايلالى بنات المسلمين؟ يعنى لو كنت تعففت وماتصورتش الصورة دي كان هيشهر إسلامه يعنى؟ ما تعقلوا الكلمة يا جماعة!

المفاجأة التى ربما لا يعلمها الكثيرون إن حضرتى وحضرتك وحضرتها وحضراتنا ولا حاجة، مش قصدى شتيمة او تقليل من أى شخص لا سمح الله، قصدى ولا حاجة من ضمن الكرة الأرضية الكبيرة اللى فيها بلاوى مانعرفش عنها حاجة، إحنا دولة من ضمن 242 دولة فى العالم.. إنت شخص واحد من ضمن 7.2 مليار نسمة فى الكرة الأرضية.. حضرتك عارف ان فيه 10 آلاف ديانة فى العالم؟ منها 150 ديانة المؤمنين بيها اكتر من مليون شخص؟ يعنى فيه 149 ديانة غيرك بيؤمن بيها ملايين؟ إنتم بتهزروا يا جماعة والله!

عزيزى/عزيزتى المقبلون على العام الجديد.. تعامل وكأنك نكرة فذلك سيفيدك كثيرا وتعامل وكأن رأيك لن يغير العالم وذلك سيفيدك ويفيدنا أكثر.

1 comment:

  1. مقالة غاية فى الروعة .. عرض شيق .. تحياتى لحضرتك .. واتفق معك تماما فى الرأى الذى تحتويه المقالة

    ReplyDelete