Monday, February 18, 2013

ميـرنـاتـشـى


"احب ان اصمم ازياء انثوية واحب ان اساعد النساء ان يبدين جميلات"

"الملابس لا تجعلك جميلة.. أنتِ دائما ما تجعلين اي ما ترتدينه يبدو جميل.. حتى لو ارتديتى فستان واسع من القش الخشن!".

المقولة الأولى قالها جيانى فيرزاتشى مصمم الازياء الشهير..

أما المقولة الثانية قالتها جدتى.. طب بذمتك أصدقك ولا أصدق تيتا يا جيانى؟

العقل بيقول صدقى جيانى، والقلب بيقول صدقى تيتا.. الحقيقة إننى لا صدقت العم جيانى ولا صدقت تيتا.
أنا صدقت اللى أنا عايزة اعمله، اللى هيريحنى.

ليه أمشى ورا موضة لما ممكن ابقى أنا الموضة؟

الفكرة ليست فى الإختلاف لمجرد الإختلاف، الفكرة كلها فى أن تكون أنت ايا كان ما سترتديه، أصدقائى المهووسين بالموضة والفاشون دائما ما يقولوا لى المقولة الشهيرة ان الموضة تؤلم، من الكعوب العالية إلى الفساتين الضيقة الخصر تكتم على نفسك.

أعمل كده ليه فى نفسى؟

ليه ألبس كعب عالى وأمشى على طراطيف صوابعى لما ممكن البس كاوتش أو كروكس؟

الكروكس فى حد ذاته إختراع القرن الواحد وعشرين فى نظرى، عد معايا: مريح، سريع اللبس، لو اخترت لون حلو هيليق على كل هدومك، ينفع فى شتا او صيف.. شتا هتلبس تحتيه شراب صيف هتنزل بيه عادى كده، متعدد الإستخدامات.. خروج ماشى، بيت مش هيقول لأ، رايح البحر مش هيدخل رملة.

خطوط الأزياء فى نظرى هى منتهى الكليشيه.. خط أزياء الربيع أو موضة صيفية معينة فتجد كل فتاة على خريطة جمهورية مصر العربية ترتدى نفس ستايل الملابس.. وهو ما يجعل النساء تتشابه عليك كجمهورية الصين الشعبية.

وأصبح للأشخاص إسطمبات فالفتاة المصرية المحجبة أصبحت عبارة عن 500 طرحة فوق بعض مع بعض الكرانيش الكارينية وانتشرت قصّات شعر كريستيانو المتميزة بالتخفيف على الجانبين وهو التطور الطبيعى للكابوريا المصرية.

ولا ننسى بلوفر عمرو دياب فى تملى معاك.. البندانا الخاصة بتامر حسنى، حواجب مايا دياب.. كلها إسطمبات لا تتغير طبقا لمفهوم الموضة، ومن منّا لم تزغلل عينيه بألوان الصيف الملقبة بالنيون.. نيون هنا ونيون هناك، كالار فستيفال!

ودليل على الكلام السابق ذكره، أن المصممة الشهيرة كوكو شانيل عندما قررت إفتتاح خط الأزياء الخاص بها بحثت عما عو غير مألوف وكليشيه فى المجتمع وقتها، فصنعت خط أزياءها من أنواع القماش الرخيصة الثمن لتجعل السيدات أصحاب الأزياء الراقية يبدون كنساء طبيعيات لا يبدين عليهم الرقى اللذى كان سائد فى تلك الطبقة.

وأصبح بالفعل يوجد مصطلح رسمى وهو Anti Fashion، مثل الطريق الذى سلكته كوكو شانيل وهو مصطلح تبنوه الكثير من كارهى الكليشيهات المعتادة فى عالم الموضة والفاشون.

ومن ثم جاء الميرناتشى من بعيد ليقتحم عالم الأزياء مثلما إقتحمته كوكو شانيل، لتغيير الواقع.. فموضة الميرناتشى هى موضة "بس إنت.. إنت وبس" مثلما قالت السيدة فيروز فى البومها الأخير.

فمبدأ الميرناتشى ان ترتدى ما يحلو لك فى أى وقت فى اى مناسبة، مع عدم الإفراط فى العشوائية، كل ما هو يريحك جسديا ونفسيا والذى بدوره سينعكس عليك أنت فى شخصيتك بدلا من إصطناع ما هو غير معبر عنك.

خُلق كل شخص بشخصية مختلفة عن الآخر، ليه نبقى شبه بعض؟ أين شخصيتك التى تفرضها على الآخرين؟

الموضة تتغير كل يوم على أهواء مصمميها، لكن أنت لا تتغير، فصدق من قال "أستك ولا بلاستيك"  فالأستك يمكن تشكيله على حسب ما سوف تضعه فيه، أما البلاستيك هو شكل واضح وثابت لا يتغير إلا بكسره مثلا!

الإنطباع الأول الذى يؤخذ عنك هو من أسلوبك فى اختيار ملابسك.. فأنت ترى الشخص اولا وتتفحصه بعينك ثم تتحدث معه، وهو ما يجعل ملابسك وستايلك هو العامل الرئيسى لتكوين الفكرة الأولى عنك لمن حولك.

لن أرتدى ما يعجب الناس فقط لكى ارضى شخصا اخر غيرى، انا اللى بتحشر فى اللبس مش هما! انا اللى رجليا بتوجعنى من الكعب العالى مش هما برضه! يبقى ليه؟ إيه المبرر؟

"الموضة هى ما تتخذه كأسلوب عندما تكون تائها لا تعرف من أنت" قالها الكاتب الإنجليزى كانتين كريسب.. صدق كانتين وتاه العديد ثم مات المصريون جميعا من الموضة المفرطة.

No comments:

Post a Comment