Wednesday, June 19, 2013

وأنا بتمشى على كورنيش الخلايا العصبية العمومى..

اجلس الآن وقد فرشت كل اوراق العابى أمامى فى محاولات مستميتة منى ان اكتب هذا المقال -اللى لو حضرتك بتقراه يبقى نجحت فى نشره- قبل موعد الديدلاين المخيف..

دعك من كل الهرى الذى ستمتلئ به الصحف القومية والغير قومية والصفراء واخبار الحوادث هذا الاسبوع، لا يوجد جديد سوى شحنك سواء سلباً او إيجاباً، كل ما يريدونه منك هو ان تخرج للشارع يوم 30 يونيو للمطالبة بإسقاط الإخوان.. حاضر ياخواننا والله من غير زن بس!

اسند ظهرك إلى الوراء، كن متأكدا من جلوسك على كرسى مريح.. اغلق باب غرفتك وتأكد من خروج اى شخص منها.. إفرد ساقيك على اقرب كومدينو او كرسى او اى حاجة قدامك وخلاص.. إستمتع بصوت الهدوء لثوانى وإديني راسك فى وضعية البروفيل بحيث تكون ودنك اليمين ناحيتى ثم اغلق عينيك ودعنا نبدأ..
انت الآن داخل عقلك.. او عقلى، او عقلنا.. لا يهم، فأنا ايضا جالسة مثلك تماما

تخطو خطواتك الثلاثة الأولى داخل مخك.. تلاقى فى وشك "مركز الخوف والقلق".. فوق على اليمين، ارى ان دقات قلبك قد بدأت اولريدى تتسارع بعض الشئ! بهدووووء زى عماد اديب كده.. كله بالحب.. هل تتذكر الآن اكثر مخاوفك؟ انا اتذكر مخاوفى.. كان تتمثل فى صغرى فى الافلام الرعب القديمة التى كانت تصر اختى الكبيرة على ان اشاهدها معها، اتذكر فيلم السيارة المسكونة الابيض واسود ده بكافة تفاصيله.. ثم الآن، اتمنى ان تكون اكبر مخاوفى هو فيلم رعب.. ياريتها كانت جت على أد كده.. على الاقل اهون قليلا من الخوف من الفشل الذى يظل يحيط بك ويحاصرك مع مرور سنة تلو الاخرى.. ماذا عنك؟

تتسكع قليلا على خلاياك العصبية فيقابلك على ايدك الشمال تحت شوية "مركز الكلام".. بلا بلا بلا بلا.. كلام فى كل مكان وفى كل حتة وكل الناس بتتكلم، دوشة كلام تحس ان راسك هتنفجر! فاكر اخر مرة اتكلمت كلام له معنى وعليه القيمة إمتى؟ فاكر اخر مرة سمعت حد كلامه مقنع إمتى؟ طب فاكر اخر مرة سمعت كلام حلو إمتى؟ آخر مرة ليا كانت مع صديق عزيز.. وتوصلنا انى لازم اعمل اللى انا عايزاه بدون اى حسابات للنتائج المترتبة على قراراتى..

قدام شوية.. "مركز السمع"، اخر مرة سمعت اغنية وسرحت معاها إمتى؟ انا كل ما افتكر اغنية من ذكريات الطفولة تيجى فى دماغى اغنية "كداب مغرور" بتاعت محمد فؤاد معرفش ليه.. تقريبا كنت بسمعها كتير.. طب داليدا وفيروز؟ عبد المطلب والست؟ إمتى اخر مرة سمعت فيها حاجة جديدة ومش ستايلك؟ اذكر عدد المرات اللى سمعت فيها حد بيصدر صوت غير محبب من أنفه سواء تعرفه او ماتعرفوش..

تفضل ماشى وتنزل تحت شوية.. هتلاقى "مركز الرؤية"، فاكر اول مرة شفت فيها حب حياتك؟ طب بلاش دى.. مُحن اوى!، اخر مرة بصيت على حاجة حلوة فعلا ومتعت نظرك بيها؟ من غير ماتكون تحرش او معاكسة ياريت.. اخر مرة ركزت فى تفاصيل مكان بتحبه؟ الجنينة اللى قدام كنيسة مدرستى وحوض السمك.. بالباب الكبير الضخم اللى له رهبة غريبة بالورد اللى حواليك فى كل مكان..

قبل مركز الرؤية بشوية، "مركز اللغة"، مجربتش تتعلم اى لغة تانية غير الإنجليزى والفرنساوى؟ لغة عجيبة؟ ليا شخص عزيز كان بيتعلم اللغة اليابانية.. من غير هدف، لمجرد الإستمتاع بكلام جديد ولغة جديدة.. شُفت جوليا روبرتس كانت مستمتعة وهى بتتعلم إيطالى إزاى فى فيلم إيت براى لاف؟

إمشى يمينك شوية.. "هتلاقى مركز الذاكرة المصورة"، الحقيقة من بين كل الصور اللى فى دماغى مفيش غير صورتى وانا كملت 7 سنين باين وفى حفلة عيد ميلادى وأمى كانت بتتصور معايا وحد كان جابلى هدية خاتم لبسته وطلع ضيق.. طالعة فى الصورة أمى بتبوسنى وانا باصة للكاميرا وعاملة علامة ابيحة شوية عشان صباعى كان مضايق من الخاتم.. الصورة دى للتاريخ! مفيش حد فى العيلة مقعدش يضحك عليها..

كان فيه اختراع عند بنت عمى، حاجة كده شبه العنكبوت شوية وبتعمل مساج للدماغ، حلوة اوى! جيبها، واقعد كل فترة وانجعص.. خدلك غطس جوة دماغك وفضيها، إفتكر حاجات وإكتشف حاجات.. مش مهم عامة تخرج منها بأى حاجة القعدة دى، شوية هوا نضيف نتنفسه فى وسط كل التلوث الفكرى والبصرى والسمعى الذى نعيشه يوميا..

1 comment: