Tuesday, July 2, 2013

حىّ على الإتحادية..

الإحتفالات كانت غير مسبوقة، من بعد منتصف الليل وانا اسمع السيارات التى تجوب شارع صلاح سالم بكلاكسات وصفارات واعلام مصر وناس مدلدلة نفسها من الشباك وعمالين يهتفوا غير طبعا اغنية آمال ماهر والولولة الشهيرة ويا مصريين جرالنا إيه وحصلنا إيه، ماحصلناش حاجة يا حاجّة روحى كملى نوم.. للوهلة الأولى لو كنت مسافر إعارة 3 سنين فى اللالا لاند ورجعت كنت قلت اكيد كابتن حسن شحاتة عملها وجابلنا كاس افريقيا للمرة الرابعة.

لم تكن التنبلة والمشاهدة من البلكونة من مواقفى المفضلة، على الرغم من تأخر الوقت إلا إنى نطيت فى لبس الثورة المتمثل فى عدد واحد بنطلون تريننج فضفاض وتيشيرت وكوتشى وانطلقت متجهة إلى الإتحادية..
الوضع لا يختلف كثيرا عن مشاهد الكوربة فستيفال، ما عدا الجزء الخاص بالهتافات، وناس فوق عربياتهم وناس بتكتب مذكراتها على حوائط القصر..

اليوم التالى كان حافل لدرجة لا تصدق.. ناس فى كل مكان، حتى فى الشوارع الجانبية لم تسلم من المتظاهرين..
مشهد الرجل المسن اللى فوق الكتل الخرسانية قُدام القصر وبيهتف بكلام مش بقافية ومش ماشى مع بعضه ومتوقع الناس تقول وراه.. إلا إنه نجح اخيرا فى قول هتاف كان اول مرة اسمعه "جيش جيش.. جيش الملك، محمد مرسى ماشى بزمبلك!" زمبلك؟ إنت قديم اوى! خُد يا حاج إنت مين هربك من آلة الزمن بس..

أختى البرجوازية اللى اول مرة تنزل مظاهرات ومسيرات.. المسيرة الوحيدة اللى نزلتها كانت مسيرة الفاتيكان فى روما.. طب وده كلام؟ إنتى إيه اللى جابك إنتى كمان؟ وكل اللى كانت محتاجاه إنها تشرب كوفى.. وماتقعدش على الرصيف من غير مايكون عليه ورقة او جرنال تقعد عليه.. يا إلهى..

الجدير بالذكر انه لم يُذكر ان فتاة واحدة اشتكت من حادثة تحرش او مضايقة فى الإتحادية..

كان فيه بانر متعلق فى نص الشارع عليه صورة مرسى ومكتوب عليه "موبايلات بأة".. ياريت البانر ده يكون حد اخده يتغطى بيه او يعمله مفرش سفرة او اى حاجة تانية، تُقل دم يا جماعة مش لطيف.. ماتبقوش إنتوا والحر علينا يعنى!

غير بقى شباب مصر الجديدة اللطيف.. لقيت تلاتة منهم قريب من كشرى هند فى الكوربة وتحديدا عند كافيه "نأنأة" بيهتفوا "إرحل يعنى جو.. فاهم ولا نو" حاجة كده مبهجة تحس إنك عايز تلبس المايوه وتقف تهتف جنبهم وحوالين رقبتك عقد ورد من هاواى..

الجميل بقى، وده عامة موجود بقاله كتير اوى من اول الثورة تقريبا، الطبلة اه والله.. الطبلة والصقفة المصاحبين للهتافات واحيانا الزغاريد كانت منتشرة يوم تلاتين يونيو ظهرا عند الإتحادية..

مش هتكلم طبعا عن الهليكوبتر اللى تحولت إلى كائن فضائى من كم الليزر الأخضر.. وبعدين الناس لما كانت الهليكوبتر بتعدى تحس إنهم بيمثلوا مسلسل "LOST" اوى.. عمالين يشاوروا ويهللوا.. فيه إيه؟

فيه طنط كانت قاعدة جنبى على الرصيف عزمت عليا ببسبوسة وبقلاوة.. مقدرتش اخد منها لإنى كنت لسة اكلة كشرى من عند كشرى هند وطابق على نفسى.. لو صادف وبتقرا كلامى دلوقتى فأنا حابة اشكرها فى حالة لو كنت قليلة الذوق لعدم قبولى انى آكل اى حاجة منها.. الكشرى يا طنط مع الحر والزحمة فعلا عملوا كومبو رائع..

حىّ على النضافة فى التعامل..

حىّ على روائح مصر الجديدة الحلوة

حىّ على كل من تحمل روائح عرق الآلاف من أجل بلده

حىّ على كل من كان انتمائه لمصر اكبر من انتمائه لأفراد..

حىّ على الإتحادية.. 

ملحوظة: هذا المقال نُشر فى العدد الـ24 من مجلة 7 ايام.

3 comments:

  1. بعيدا عن الموضوع
    عرفت انك كنت بتلعبي.كوره بصراحه كنت بتعرفي تلعبي ولا طربش

    ReplyDelete
  2. هل فعلا ما نشر على لسانك بخصوص موضوع اقتحام الجيش لمحيط رابعه العدوية ؟
    Ahmed

    ReplyDelete